وكابر هواه وكذب مناه امرأ زم نفسه من التقوى بزمام وألجمها من خشية ربها بلجام فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل السهر عزوفا عن الدنيا سأما كدوحا لآخرته متحافظا
______________________________________________________
قوله عليهالسلام « وكابر هواه » أي غالبها وخالفها ، وفي بعض النسخ [ كابد ] بالدال المهملة ، يقال : كابدت الأمر إذا قاسيت شدته ، أي يقاسي الشدائد في ترك هواه.
قوله عليهالسلام : « وكذب مناه » أي لم يعتمد على ما يمنية نفسه ، والشيطان من طول الأمل ودرك الآمال البعيدة ورجاء الأمور الدنيوية الباطلة ومنافعها.
قوله عليهالسلام : « امرءا » بدل من قوله : امرءا أولا.
قوله عليهالسلام : « وقدعها » قال الجوهري : قدعت فرسي أقدعه قدعا : كبحته وكففته (١).
قوله عليهالسلام : « طرفه » أي عينه.
قوله عليهالسلام : « حتفه » أي موته.
قوله عليهالسلام « عزوفا عن الدنيا » قال الجزري : عزفت نفسي عنه : زهدت فيه ، وانصرفت عنه (٢).
قوله عليهالسلام : « ساما » أي عن الدنيا ، وهو من تتمة الفقرة السابقة.
قوله عليهالسلام : « كدوحا » الكدح : السعي والاهتمام في العمل.
قوله عليهالسلام : « متحافظا » أي عن المحارم.
__________________
(١) الصحاح ج ٣ ص ١٢٧٠.
(٢) النهاية ج ٣ ص ٢٣٠.