ما شاء الله أن يمكث ثم إن أمه قالت لأبيه لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي فعلت قال فافعلي فذهبت فإذا هي بإبراهيم عليهالسلام وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان قال فأخذته فضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه فسألها آزر عنه فقالت قد واريته في التراب فمكثت تفعل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم عليهالسلام فتضمه إليها وترضعه ثم تنصرف فلما تحرك أتته كما كانت تأتيه فصنعت به كما كانت تصنع فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له ما لك فقال لها اذهبي بي معك فقالت له حتى أستأمر أباك قال فأتت أم إبراهيم عليهالسلام آزر فأعلمته القصة فقال لها ائتيني به فأقعديه على الطريق فإذا مر به إخوته دخل معهم ولا يعرف قال وكان إخوة إبراهيم عليهالسلام يعملون الأصنام ويذهبون بها إلى الأسواق ويبيعونها قال فذهبت إليه فجاءت به حتى أقعدته على الطريق ومر إخوته فدخل معهم فلما رآه أبوه وقعت عليه المحبة منه فمكث ما شاء الله قال فبينما إخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذا أخذ إبراهيم عليهالسلام القدوم وأخذ خشبة فنجر منها صنما لم يروا قط مثله فقال آزر لأمه إني لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا قال فبينما هم كذلك إذا أخذ إبراهيم القدوم فكسر الصنم الذي عمله ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا فقال له أي شيء عملت فقال له إبراهيم عليهالسلام وما تصنعون به فقال آزر نعبده فقال له إبراهيم عليهالسلام « أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ » فقال آزر لأمه هذا الذي يكون ذهاب ملكنا على يديه
______________________________________________________
الأسبوع الأول يشب كل يوم كما يشب غيره في الجمعة ، أي الأسبوع تسمية للكل باسم الجزء ، ثم في بقية الشهر يشب في كل أسبوع كما يشب غيره في شهر ، ثم في في بقية السنة يشب في كل شهر كما يشب غيره في السنة ، ويحتمل أن لا تكون هذه التشبيهات مبنية على المساواة الحقيقية ، بل على محض الإسراع في النمو ، وهذا شائع في المحاورات.
قوله عليهالسلام : « تزهران » أي تضيئان ، و « القدوم » بفتح القاف وضم الدال المخففة وقد تشد ـ آلة ينحت بها.