يقول ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه وهو قول الله عز وجل « إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى » (١) وقال الله عز وجل لمحمد صلىاللهعليهوآله : « قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ » (٢) قال لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي فكان مثلكم كما قال الله عز وجل : « كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ » (٣) يقول أضاءت الأرض بنور محمد كما تضيء الشمس فضرب الله مثل محمد صلىاللهعليهوآله الشمس ومثل الوصي القمر وهو قوله عز وجل :
______________________________________________________
رب الأرباب.
قوله عليهالسلام : « لو أني أمرت » لعله على تأويله عليهالسلام في الكلام تقدير ، أي لو أن عندي الإخبار بما يستعجلون به ، ولم يفسره عليهالسلام الجزاء لظهوره ، أي لقضي الأمر بيني وبينكم لظهور كفركم ونفاقكم ، ووجوب قتلكم. وقوله عليهالسلام : « فكان مثلكم » لبيان ما يترتب على ذهابه صلىاللهعليهوآله من بينهم من ضلالتهم ، وغوايتهم وبه أشار عليهالسلام إلى تأويل حسن لآية أخرى ، وتشبيه كامل فيها ، وهي ما ذكره الله تعالى في وصف المنافقين حيث قال : « فمثلهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ » فالمراد استضاءة الأرض بنور محمد صلىاللهعليهوآله ، من العلم والهداية.
واستدل عليهالسلام على أن المراد بالضوء هيهنا نور محمد صلىاللهعليهوآله بأن الله تعالى : مثل في جميع القرآن الرسول صلىاللهعليهوآله بالشمس ونسب إليها الضياء ، والوصي بالقمر ونسب إليه النور ، فالضوء للرسالة والنور للإمامة ، وهو قوله تعالى : « جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً » وربما يستأنس لذلك بما ذكره من أن الضياء يطلق على المضيء بالذات ، والنور على المضيء بالغير ، ولذا ينسب النور إلى القمر لأنه يستفيد النور من الشمس ، ولما كان نور الأوصياء مقتبسا من نور الرسول ، وعلمهم عليهمالسلام من علمه عبر عن علمهم وكما لهم بالنور وعن علم الرسول وكماله بالضياء وأشار عليهالسلام إلى تأويل آية أخرى وهي قوله تعالى :
__________________
(١) سورة النجم : ١ ـ ٤.
(٢) سورة الأنعام : ٥٨.
(٣) سورة البقرة : ١٧.