وإنه من انتصح لله واتخذ قوله دليلا هداه « لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » ووفقه للرشاد وسدده ويسره للحسنى فإن جار الله آمن محفوظ وعدوه خائف مغرورفاحترسوا من الله عز وجل بكثرة الذكر واخشوا منه بالتقى وتقربوا إليه بالطاعة فإنه قريب مجيب قال الله عز وجل : « وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » (١) فاستجيبوا لله وآمنوا به وعظموا الله الذي لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمة الله
______________________________________________________
المعصية والنعمة والبلية : وبالقلب واللسان بقوله اذكروا الله ذكرا كثيرا.
قوله عليهالسلام : « وإنه من انتصح الله » أي قبل نصحه تعالى له فيما أمره ونهاه عنه واتخذه ناصحا ، وعلم أنه تعالى لا يأمره إلا بما ينجيه ولا ينهاه إلا عما يرديه.
قال الفيروزآبادي : انتصح : قبل النصح (٢).
قوله عليهالسلام : « هي أقوم » أي للحالة والطريقة التي اتباعها وسلوكها أقوم.
قوله عليهالسلام : « للحسنى » أي للطريقة أو العاقبة الحسنى.
قوله عليهالسلام : « فإن جار الله » أي القريب إلى الله بالطاعة أو من آجره الله من عذابه ، أو من الشدائد مطلقا.
قال الفيروزآبادي الجار والمجاور : الذي أجرته من أن يظلم.
قوله عليهالسلام : « فليستجيبوا الله » أي فيما أمركم به من الدعاء أو مطلقا وآمنوا به أي بوعده الاستجابة أو مطلقا.
قوله عليهالسلام : « أن يتعظم » أي يدعي العظمة ، والحاصل أن من عرف عظمة
__________________
(١) سورة البقرة : ١٨٦.
(٢) القاموس. ج ١ ص ٢٦٢.