فاطلبوا ذلك من عند أهله خاصة فإنهم خاصة نور يستضاء به وأئمة يقتدى بهم وهم عيش العلم وموت الجهل هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق فهم من شأنهم شهداء بالحق ومخبر صادق لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه قد خلت لهم من الله السابقة ومضى فيهم من الله عز وجل حكم صادق وفي ذلك « ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ » فاعقلوا الحق إذا سمعتموه عقل رعاية ولا تعقلوه عقل رواية فإن رواة الكتاب
______________________________________________________
للإشعار بأنهم نور واحد ، كما وردت به الأخبار والمراد به الجنس. قوله عليهالسلام : « وصممتم عن منطقهم » فإن لصمتهم وقتا وهيئة وحاله تكون قرائن دالة على حسن منطقهم لو نطقوا ، وعلى أن سكوتهم ليس إلا لحكمة ومصلحة دعتهم إليه.
قوله عليهالسلام : « فهو بينهم » أي القرآن أو الدين.
قوله عليهالسلام : « فهم من شأنهم شهداء بالحق » أي إنهم شهداء أو هم بسبب أطوارهم الحسنة وأخلاقهم الجميلة شهداء بالحق ، أي على الحق أو على الدين الذي يدعون إليه.
والحاصل إن شؤونهم وأعمالهم وأخلاقهم تشهد بحقية أقوالهم.
قوله عليهالسلام : « ويخبر عطف على قوله بالحق » كقوله مخبر كما في بعض النسخ والمراد به حينئذ الرسول صلىاللهعليهوآله.
قوله عليهالسلام : « قد خلت » أي مضت « لهم من الله سابقه » أي نعمة سابقه من عصمتهم وجعلهم خلفاء الرسول وإخباره وإخبار رسوله صلىاللهعليهوآله بشرفهم وفضلهم ووجوب اتباعهم.
قوله عليهالسلام : « حكم صادق » أي من ظفرهم ونصرهم وحفظهم ورد الأمر