رسول الله صلىاللهعليهوآله لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا شؤم ولا صفر ولا رضاع بعد فصال
______________________________________________________
الأحاديث : « فمن أعدى البعير الأول؟ » أي من أين صار فيه الجرب؟ (١) انتهى.
أقول : يمكن أن يكون المراد نفي استقلال العدوي بدون مدخلية مشيته تعالى ، بل مع الاستعاذة بالله يصرفه عنه ، فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم وأمثاله لعامة الناس الذين لضعف يقينهم لا يستعيذون به تعالى ، وتتأثر نفوسهم بأمثاله.
وقد روي أن علي بن الحسين عليهالسلام أكل مع المجذومين ، ودعاهم إلى طعامه ، وو شاركهم في الأكل (٢) وقيل الجذام مستثنى من هذه الكلية.
وقال الطيبي : العدوي مجاوزة العلة ، أو الخلق إلى الغير ، وهو يزعم الطب في سبع ، الجذام ، والجرب ، والجدري ، والحصبة ، والبخر والرمد ، والأمراض الوبائية ، فأبطله الشرع ، أي لا تسري علة إلى شخص ، وقيل : بل نفي استقلال تأثيره ، بل هو متعلق بمشية الله ، ولذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل ، والسفينة المعيبة ، وأجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة ، خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عاهة. وأرى هذا القول أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث ، والأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد.
قوله عليهالسلام : « ولا طيرة » هذه أيضا مثل السابق ، والمراد أنه لا يجوز التطير والتشاؤم بالأمور ، أو لا تأثير للطيرة على الاستقلال ، بل مع قوة النفس وعدم التأثر بها والتوكل على الله تعالى يرتفع تأثيرها.
ويؤيده ما ورد في بعض الأخبار من الدلالة على تأثيرها في الجملة ، وما ورد في بعض الأدعية من الاستعاذة منها.
قال الجزري : فيه « لا عدوى ولا طيرة » الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء وقد
__________________
(١) النهاية ج ٣ ص ١٩٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ٩٤. الكافي ج ٢ ص ١٢٣.