بالمدينة سبعة أشهر ، ثمّ وجّهه الله إلى الكعبة ، وذلك أنّ اليهود كانوا يعيّرون رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقولون : أنت تابع لنا (١) تصلّي إلى قبلتنا ، فاغتمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وخرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمرا ، فلمّا أصبح وحضر وقت صلاة الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين ، فنزل جبرئيل عليهالسلام فأخذ بعضده وحوّله إلى الكعبة وأنزل عليه (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (٢) وكان قد صلّى ركعتين إلى بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة» (٣).
وعن الصدوق في الفقيه : «صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بيت المقدس بعد النبوّة ثلاث عشرة سنة بمكّة وتسعة عشر شهرا بالمدينة ثمّ عيّرته اليهود ، فقالوا له : أنت تابع قبلتنا ، فاغتمّ لذلك غمّا شديدا ، فلمّا كان في بعض الليل خرج يقلّب وجهه في آفاق السماء فلمّا أصبح صلّى الغداة فلمّا صلّى من الظهر ركعتين جاء جبرئيل عليهالسلام وقال (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٤) الآية ، ثمّ أخذ بيد النبيّ صلىاللهعليهوآله فحوّل وجهه إلى الكعبة وحوّل من خلفه وجوههم حتّى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال ، فكان أوّل صلاته إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة ، وبلغ
__________________
(١) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «قبلتنا» بدل «لنا». وما أثبتناه من المصدر.
(٢) البقرة ٢ : ١٤٤.
(٣) تفسير القمّي ١ : ٦٣ ، مستدرك الوسائل ، الباب ٢ من أبواب القبلة ، ح ٤.
(٤) البقرة ٢ : ١٤٤.