القبلة ـ في كلّ تكبيرة؟ قال : «أمّا في النافلة فلا ، إنّما تكبّر على غير القبلة الله أكبر» ثمّ قال : «كلّ ذلك قبلة للمتنفّل (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (١)» (٢).
وعن تفسير العيّاشي أيضا عن حريز ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «أنزل الله هذه الآية في التطوّع خاصّة (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٣) وصلّى رسول الله صلىاللهعليهوآله إيماء على راحلته أينما توجّهت به حيث خرج إلى خيبر ، وحين رجع من مكّة ، وجعل الكعبة خلف ظهره» (٤).
وعن أمين الإسلام الطبرسي في مجمع البيان عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام في قوله تعالى (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٥) «إنّها ليست بمنسوخة ، وإنّها مخصوصة بالنوافل في حال السفر» (٦).
وعن الشيخ في النهاية عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٧) قال : «هذا في النوافل خاصّة في حال السفر ، فأمّا الفرائض فلا بدّ فيها من استقبال القبلة» (٨).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالّة على جواز النافلة راكبا أو ماشيا ، فإنّه وإن لم يقع في أكثرها التصريح بنفي شرطيّة الاستقبال ـ كبعض الأخبار المتقدّمة ـ
__________________
(١) البقرة ٢ : ١١٥.
(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٥٦ ـ ٥٧ / ٨١ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب القبلة ، ح ١٧.
(٣) البقرة ٢ : ١١٥.
(٤) تفسير العيّاشي ١ : ٥٦ / ٨٠ ، الوسائل ، الباب ١٥ من أبواب القبلة ، ح ٢٣.
(٥) البقرة ٢ : ١١٥.
(٦) تقدّم تخريجه في ص ٨٥ ، الهامش (٢).
(٧) البقرة ٢ : ١١٥.
(٨) تقدّم تخريجه في ص ٨٥ ، الهامش (٤).