نسبته إلى أكثر المتأخّرين ، واستدلّ له بإطلاق الآية والروايتين المتقدّمات (١) ، وقوله تعالى (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٢) خرج منه ما خرج بالإجماع ، وأيّده بالسيرة المستمرّة بين المسلمين من المسامحة في أمر القبلة فيما يعتبر فيه القبلة من أمورهم المهمّة ، كالصلاة والذبح ونحو ذلك (٣). انتهى.
وفيه : أنّ كون مجموع ما بين المشرق والمغرب قبلة حتّى مع العلم أو الظنّ بكون الكعبة في جزء معيّن ـ مع مخالفته لظاهر الآية والأخبار الدالّة على أنّ الكعبة هي القبلة ، وأنّ الله تعالى لا يقبل من أحد التوجّه إلى غيرها ـ خلاف ظاهر الفقهاء ، بل صرّح بعض (٤) بمخالفته للإجماع.
وعن آخر التصريح بأنّ صلاة العالم المتعمّد على هذا الوجه خلاف طريقة المسلمين ، بل ربما يرونها منافية لضروريّ الدين (٥).
نعم ، عن الشهيدين في الذكرى والمقاصد العليّة حكاية القول بأنّ المشرق قبلة لأهل المغرب وبالعكس ، والجنوب قبلة لأهل الشمال وبالعكس عن بعض العامّة (٦). وظاهرهما انحصار الخلاف فيهم.
__________________
(١) في ص ١٣ و ١٤.
(٢) البقرة ٢ : ١١٥.
(٣) المناهل (مخطوط) وحكاه عنه الشيخ الأنصاري في كتاب الصلاة ١ : ١٣٦ ـ ١٣٧.
(٤) جواهر الكلام ٧ : ٣٤٣.
(٥) حكاه الشيخ الأنصاري في كتاب الصلاة ١ : ١٣٧ عن الوحيد البهبهاني في شرح المفاتيح (مخطوط).
(٦) الذكرى ٣ : ١٦٠ ، المقاصد العليّة : ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، وحكاه عنهما الشيخ الأنصاري في كتاب الصلاة ١ : ١٣٧.