أكثرها يسير بحسب القواعد الرياضيّة ، كمسجد الكوفة ؛ فإنّ انحراف قبلته إلى اليمين أزيد ممّا تقتضيه القواعد بعشرين درجة تقريبا ، وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس ، ولمّا كان أكثر تلك المساجد مبنيّة في زمان خلفاء الجور لم يمكنهم القدح فيها تقيّة ، فأمروا بالتياسر ، وعلّلوه بتلك الوجوه الخطابيّة لإسكاتهم وعدم التصريح بخطأ خلفاء الجور وأمرائهم ، وما ذكره أصحابنا ـ من أنّ محراب المعصوم لا يجوز الانحراف عنه ـ إنّما يثبت إذا علم أنّ الإمام عليهالسلام بناه ـ ومعلوم أنّه عليهالسلام لم يبنه ـ أو صلّى فيه من غير انحراف ، وهو أيضا غير ثابت ، بل ظهر من بعض ما سنح لنا من الآثار القديمة عند تعمير المسجد في زماننا ما يدلّ على خلافه ، كما سيأتي ذكره ، مع أنّ الظاهر من بعض الأخبار أنّ هذا البناء غير البناء الذي كان في زمن (١) أمير المؤمنين عليهالسلام (٢). انتهى.
__________________
(١) في البحار و «ض ١٦» : «زمان».
(٢) بحار الأنوار ٨٤ : ٥٣ ـ ٥٤.