بمنزلة قولك : أكرمك وقت مجيئك إياي (١) ، ولا يخرج الكلام (٢) بهذا القيد (٣) عمّا كان عليه (٤) من (٥) الخبريّة والإنشائيّة ، بل إن كان الجزاء خبرا فالجملة الشّرطيّة خبريّة ، نحو : إن جئتني أكرمك وإن كان إنشائيا فإنّشائيّة نحو : إن جاءك زيد فأكرمه (٦) وأما نفس الشّرط (٧) فقد أخرجته الأداة عن الخبريّة ، واحتمال الصّدق والكذب.
______________________________________________________
(١) أي المتبادر عرفا من كلّ منهما معنى واحد ، وتقييد مضمون الجزاء ، أي إكرام المتكلّم للمخاطب ، بمضمون الشّرط ، وهو إكرام المخاطب للمتكلّم ، ثمّ الوقت مستفاد من الشّرط لكونه علّة للجزاء ، وزمان العلّة والمعلول واحد.
(٢) أي الجزاء.
(٣) أي الشّرط.
(٤) أي قبل التّقييد بالشّرط.
(٥) بيان لما في قوله : «عمّا كان ...» ، وحاصل الكلام إنّ الجزاء إن كان خبرا قبل تقييده بالشّرط فلا يخرج مع هذا القيد عن الخبريّة ، وإن كان إنشاء قبل الشّرط فهو إنشاء بعده ، لأنّ أداة الشّرط إنّما تخرج الشّرط عن أصله ، ولا تسلّط لها على الجزاء بل هو باق على حاله.
(٦) وحاصل الكلام في هذا المقام أنّ مجموع الشّرط والجزاء من حيث الخبريّة والإنشائيّة تابع للجزاء ، بمعنى أنّه إن كان الجزاء خبرا ، فالجملة الشّرطيّة أعني مجموع الشّرط والجزاء خبريّة بسبب خبريّة الجزاء.
وإن كان الجزاء إنشائيا فالجملة الشّرطيّة إنشائيّة بسبب إنشائيّة الجزاء.
(٧) جواب عن سؤال استفساريّ ، وهو أن يقال : إنّه قد علم عدم خروج الخبر والإنشاء الواقعين جزاء من الخبريّة والإنشائيّة ، لكن لم يعلم أنّ الخبر الواقع شرطا ، هل خرج من الخبريّة ، احتمال الصّدق والكذب أم لا؟
فأجاب بأنّ الخبر الواقع شرطا قد أخرجته أداة الشّرط من الخبريّة إلى الإنشائيّة ، أي إلى حكم الإنشاء ، لأنّه ليس كلاما.
لأنّ المراد من قوله : «وأما نفس الشّرط» هو الجملة الشّرطيّة وحدها بدون الجزاء ، وهو قيد للجزاء.