ولو طار ذو حافر قبلها (١) |
|
لطارت ولكنّه لم يطر |
يعني أنّ عدم طيران تلك الفرس بسبب أنّه لم يطر ذو حافر قبلها ، وقال أبو العلاء المعري : (٢)
[ولو دامت الدّول ات كانوا كغيرهم |
|
رعايا ، ولكن ما لهنّ دوام (٣)] |
______________________________________________________
الحماسي» فالمراد به أحد الشعراء المذكورين في ذلك الكتاب.
(١) أي فرس ، والشّاعر يصف فرسا سريعة العدو ، ويقول : لو طار حيوان ذو حافر ، أي ذو ظفر قبل هذا الفرس لطارت هي البتّة ، ولكنّ امتناع طيرانها لأجل أنّه لم يطر ذو حافر قبلها ، والغرض بيان السّبب في عدم طيرانها ، وهو عدم طيران ذي حافر قبلها مع العلم بعدم طيرانها.
والشّاهد : في قوله : «لو طار ...» حيث تكون كلمة لو للدّلالة على أنّ انتفاء الثّاني في الخارج ، إنّما هو بسبب انتفاء الأوّل لا للاستدلال ، إذ لو كانت للاستدلال لما صحّ ذلك القول لما فيه من استثناء نقيض المقدّم ، حيث قال : لم يطر ، ولم يقل : لم تطر ، وهو لا ينتج شيئا عند علماء المنطق.
والحاصل إنّ كلمة لو فيه قد استعملت لإفادة أنّ انتفاء الجزاء ، أي طيران الفرس في الخارج سببه وعلّته انتفاء طيران ذي حافر قبله ، لا للاستدلال على أنّ انتفاء الثّاني بانتفاء الأوّل ، لكونه معلوما للمخاطب ، فلا وجه للاستدلال عليه.
(٢) على وزن المصلّيّ ، قرية بين حلب وشام ، والغرض من قول أبي العلاء المعرّي هو الاستشهاد القطعي على أنّ لو للدّلالة على أنّ انتفاء الأوّل علّة لانتفاء الثّاني في الخارج ، كما يقول به الجمهور ، لا أنّها للاستدلال بانتفاء الأوّل على انتفاء الثّاني ، كما فهمه ابن الحاجب ومتابعوه.
(٣) المعنى : «الدّولات» بضمّ الدّال المهملة جمع دولة ، بمعنى الملك ، «رعايا» كسجايا جمع رعيّة خلاف السّلطان ، والضّمير في «لهنّ» راجع إلى «الدّولات» ، والمراد من «الدّولات» أهلها ، يعني الملوك الماضية ، فمعنى البيت : ولو دامت الدّولات للملوك الماضية واستمرّت