تعالى : (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي)(١) من أنّ المعنى (١) حسابهم مقصور على الاتّصاف ب (عَلى رَبِّي) لا يتجاوزه إلى الاتّصاف بعليّ (٢) فجميع ذلك (٣) من قصر الموصوف (٤) على الصّفة (٥) دون العكس (٦) كما توهّمه (٧) بعضهم.
______________________________________________________
(١) أي فالمعنى ثبوت حسابهم مقصور على كونه على الله ، لا يتجاوزه إلى كونه على غيره.
(٢) ياء المتكلّم عبارة عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي بعض النّسخ بعليّ ، غير ربّي ، ووجه النّسخة الثّانية واضح ، لأنّه شامل للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولغيره ، وفي الواقع كذلك ، ووجه الأولى أنّه الّذي يتوهّم كون الحساب عليه لكونه تصدّى للدّعوة إلى الله والجهاد فيه.
(٣) أي جميع ما ذكر من الأمثلة المذكورة في المتن والشّرح.
(٤) أي الغول أو عدم الغول ، ودينكم وديني وحسابهم.
(٥) أي وهي الكون في خمور الجنّة ، والكون لكم ولي ، والكون على ربّي كما في الدّسوقي.
(٦) أي قصر الصّفة على الموصوف ، لأنّ الحمل على العكس يستدعي كون التّقديم لقصر المسند على المسند إليه ، والقانون أنّه لقصر المسند إليه على المسند كما دلّ عليه سياق كلامه ، وصرّح به الفاضل المحشّي أيضا.
(٧) أي العكس بعضهم ، وهو العلّامة الخلخالي ، فتوهّم أنّ القصر في قوله تعالى : (لا فِيها غَوْلٌ) من قصر الصّفة على الموصوف ، والمعنى أنّ الكون في خمور الجنّة وصف مقصور على عدم الغول لا يتعدّاه إلى الغول ، وهذا القصر إضافيّ لا حقيقيّ حتّى يلزم أنّه ليس لخمورها صفة إلّا عدم الغول ، مع أنّ له صفات أخر كالسّلامة والرّاحة والتّوهّم مختصّ بالآية المذكورة.
ويرد عليه أوّلا : إنّ الكلام مع من يعتقد أنّ الغول في خمور الجنّة كخمور الدّنيا ، لا مع من يعتقد أنّ الاتصاف بعدم الحصول في خمور الجنّة محقّق للغول ولغيره من الرّاحة والصّحة.
وثانيا : إنّ التّقديم عندهم موضوع لقصر المسند إليه على المسند ، لا لقصر المسند على المسند إليه كي يكون القصر من قصر الصّفة على الموصوف.
__________________
(١) سورة الشّعراء : ١١٣.