مطلقا (١)] أي ليس الغرض من ذكره (٢) معه إفادة وقوع الفعل وثبوته (٣) في نفسه من (٤) غير إرادة أن يعلم ممّن (٥) وقع عنه ، أو على من وقع عليه ، إذ (٦) لو أريد ذلك (٧) لقيل : (٨) وقع الضّرب أو وجد أو ثبت ، من غير ذكر الفاعل أو المفعول لكونه (٩) عبثا.
______________________________________________________
(١) أي حال كونه مطلقا عن إرادة العلم بمن وقع عنه أو عليه ، وبعبارة أخرى ليس الغرض إفادة الفعل غير مقيّد بكونه متلبّسا بزيد أو عمرو أو غيرهما.
(٢) أي من ذكر كلّ واحد من الفاعل والمفعول مع الفعل.
(٣) أي ثبوت الفعل في لخارج في نفسه من غير إرادة المتكلّم أن يعلم المخاطب من صدر عنه الفعل ، ومن وقع عليه.
(٤) بيان لقوله : «مطلقا».
(٥) أي يعلم جواب سؤال بقوله : «ممّن وقع ...».
(٦) علّة لقوله : «ليس الغرض من ذكره معه ...».
(٧) أي إفادة وقوع الفعل وثبوته في نفسه مطلقا.
(٨) جواب لو في قوله : «لو أريد ذلك» ، أي لو أريد ذلك لقيل بما ذكر من الألفاظ الدالّة على مجرّد وجود الفعل.
(٩) علّة لقوله : «من غير ذكر الفاعل أو المفعول» أي لكون ذكر الفاعل والمفعول عبثا ، أي غير محتاج إليه ، بل زائد على الغرض المقصود ، وغير المحتاج إليه عبث عند البلغاء ، وإن أفاد فائدة لأنّه زائد على المراد.
فاندفع ما يقال كيف يكون عبثا مع أنّه أفاد فائدة ، وهي بيان من وقع منه الفعل أو عليه ، وبعبارة واضحة ربّما يقال : لا وجه لكون الذّكر عبثا ، لأنّ العبث ما لا فائدة فيه ، وليس الذّكر كذلك ، لأنّه يفيد فائدة ، وهي بيان من وقع منه الفعل أو عليه.
وحاصل الجواب : إنّ عدّ ذكره عبثا إنّما هو بالنّظر إلى مذاق البلغاء ، ولا ريب أنّهم يعدّون ما هو زائد على المراد عبثا ، وإن أفاد فائدة ما.
نعم ما هو كذلك ليس بعبث عند غيرهم ، وذلك لا يضرّنا لكون الكلام ناظرا إلى ما عند البلغاء.