اللهمّ (١) إلّا أن يخصّص التّأخير بما إذا لم تدخل الأداة على فعل عامل في كلّ على ما يشعر به المثال (٢) والمعمول (٣) أعمّ من أن يكون فاعلا أو مفعولا أو تأكيدا لأحدهما (٤) أو غير ذلك (٥) [نحو : ما جاءني القوم كلّهم] في تأكيد الفاعل [أو ما جاءني كلّ القوم] في الفاعل (٦) ،
______________________________________________________
المعطوف وإبقاء معموله مخصوص بالعطف بالواو ، كما في قول الشّاعر : * وعلّفتها تبنا وماء باردا* أي أسقيتها ماء باردا.
(١) هذا التماس لتصحيح الكلام ، ولو بارتكاب وجه بعيد ، وحاصل الجواب : عن الاعتراض الوارد على العطف أن يخصّص قول المصنّف «بأن أخّرت» بالحمل على ما إذا لم تدخل أداة النّفي على فعل عامل في كلّ ، والمعنى بأن أخّرت أداة النّفي الغير الدّاخلة على الفعل العامل في كلّ أو جعلت معمولة للفعل المنفي.
(٢) أي قوله : «* ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه*» حيث إنّ فيه كلمة كلّ تكون مؤخّرة عن أداة النّفي وليس حرف النّفي داخلا على فعل عامل في كلّ وليست كلمة كلّ معمولة لفعل منفيّ ، وحينئذ لا يكون المعطوف عليه شاملا للمعطوف فيصحّ العطف ولا يخفى ما فيه من دعوى التّخصيص من غير مخصّص ، ولهذا قال الشّارح : «اللهمّ» حيث يكون هذا التّعبير مشعرا على الضّعف.
(٣) أي المذكور بقوله : «معمولة للفعل المنفيّ» أي المعمول في المعطوف «أعمّ من أن يكون فاعلا أو مفعولا» مقدّما أو مؤخّرا.
(٤) أي للفاعل أو للمفعول ، لأنّ التّأكيد معمول لعامل المتبوع ، لأنّ العامل في المتبوع عامل في التّابع.
(٥) ككون كلمة «كلّ» مجرورة ، أو ظرفا ، نحو : ما مررت بكلّ القوم ، وما سرت بكلّ القوم.
(٦) أي في كون «كلّ» فاعلا ، قدّم المصنّف مثال التّأكيد على مثال الفاعل ، لأنّ الأصل في لفظ «كلّ» أن يقع تأكيدا لدلالته على الإحاطة والشّمول ، وأمّا وقوعه فاعلا فقليل في لغة العرب ، كما أشار إليه بقوله : «لأنّ كلا أصل فيه» أي لأنّ لفظ «كلّ» أصل في التّأكيد وإن كان فاعلا في نفسه.