أي هو مفعول اقرأ الّذي بعده (١) [ومعنى (٢)] اقرأ الأوّل أوجد القراءة] من غير اعتبار تعديته إلى مقروء به (٣) ، كما في فلان يعطي (٤) ويمنع ، كذا في المفتاح.
______________________________________________________
(١) والتّقدير : اقرأ باسم ربّك واذكره على وجه التّكرار دائما ، والدّوام والتّكرار مستفاد من الباء الزّائدة في باسم.
(٢) جواب عن سؤال مقدّر ، وتقريره : إنّ باسم ربّك إذا كان مفعولا ل (اقرأ) الثّاني ، فماذا مفعول اقرأ الأوّل ، والجواب أنّه نزّل الفعول المتعدّي منزلة اللّازم ، فعلى هذا لا يكون اقرأ الثّاني تأكيدا للأوّل ، بل هو مستأنف استئنافا بيانيّا جوابا لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف أقرأ؟
وذلك لأنّ الثّاني أخصّ ولا تأكيد بين أخصّ وأعمّ ، وحينئذ لا يرد ما يقال : يلزم على جعل الأوّل لازما ، والثّاني متعدّيّا عاملا في الجارّ والمجرور المتقدّم عليه ، الفصل بين المؤكّد والمؤكّد بمعمول المؤكّد ـ بالكسر ـ ، وذلك لا يجوز على أنّه لو سلّمنا أنّ الأخصّ يصلح أن يكون للأعمّ ، لا نسلّم امتناع الفصل بين المؤكّد والمؤكّد بمعمول المؤكّد ـ بالكسر ـ كالفصل بين الموصوف والصّفة بمعمولها كقولك : مررت بزيد وعمرا ضارب.
(٣) أي إلى ما تعلّقت به القراءة ، ووقعت عليه ، وأمّا على الجواب الأوّل فقد اعتبر تعديته إلى مقروء ، وهو اسم ربّك ، فيكون اسم ربّك على الجواب الأوّل مقروء به ، لأنّه مستعان به أو متبرّك به في القرآن لا مقروء ، لأنّ المراد اقرأ القرآن ، أي أوجد القراءة مستعينا أو متبرّكا باسم ربّك.
(٤) أي فلان يوجد حقيقة الإعطاء من غير اعتبار تعلّقه إلى المعطي ، ويوجد حقيقة المنع من دون اعتبار تعلّقه بالممنوع ، كذا في المفتاح.