والإخراج يقتضي مخرجا (١) منه [عامّ] ليتناول المستثنى وغيره ، فيتحقّق (٢) الإخراج [مناسب (٣) للمستثنى في جنسه] بأن يقدّر في نحو : ما ضرب إلّا زيد ما ضرب أحد (٤) ، وفي نحو : ما كسوته إلّا جبّة «ما كسوته لباسا (٥)» ، وفي نحو : ما جاءني إلّا راكبا» ما جاءني كائنا (٦) على حال من الأحوال» وفي نحو : ما سرت إلّا يوم الجمعة ، «ما سرت وقتا من الأوقات (٧)» وعلى هذا القياس (٨)
______________________________________________________
(١) أي ليس المخرج منه هنا إلّا المقدّر.
(٢) أي لو لم يكن عامّا لا يتحقّق الإخراج ، إذ البعض إمّا نفس المستثنى ، وإمّا غيره ، فعلى الأوّل يلزم استثناء الشّيء عن نفسه ، ويصبح الكلام متناقضا ، وعلى الثّاني لا يتحقّق دخول المستثنى في المستثنى منه ، فلا يتحقّق الإخراج.
(٣) أي في كونه جنسه ، لأنّ المستثنى من أفراد المستثنى منه لا أنّه أمر مشارك له في الجنس كما هو ظاهر المتن ، ففيه مسامحة.
والحاصل :
إنّ ظاهر قوله مناسب للمستثنى في جنسه يقتضي أنّ الجنس غير المقدّر مع أنّه نفس المقدّر.
وحاصل الجواب :
إنّ في الكلام حذفا أي في كونه جنسه.
(٤) أي فأحد عام شامل لزيد وغيره ، ومناسب له من حيث إنّه جنس له ، أي صالح لأن يحمل عليه.
(٥) أي فلباسا عام شامل للجبّة وغيرها وهو من جنسها.
(٦) أي ما يكون على حال من الأحوال يشمل حال الرّكوب.
(٧) أي فالوقت شامل ليوم الجمعة ، وغيره وهو من جنسه.
(٨) أي فيقدّر في ما صلّيت إلّا في المسجد ، ما صلّيت في مكان إلّا في المسجد ، وفي ما طاب زيد إلّا نفسا ، ما طاب زيد شيئا إلّا نفسا ، وفي ما أعطي إلّا درهما ، ما أعطي شيئا إلّا درهما ، وفي ما مررت إلّا بزيد ، ما مررت بأحد إلّا بزيد.