وإلّا (١) لصار ترجّيّا [وقد يتمنّى بهل (٢) نحو : هل لي من شفيع ، حيث (٣) يعلم أن لا شفيع له] لأنّه (٤) حينئذ يمتنع حمله على حقيقة الاستفهام لحصول الجزم بانتفائه (٥)
______________________________________________________
(١) أي وإلّا بأن كان هناك طماعية في الوقوع صار ترجّيا ، وحينئذ لا يستعمل فيه إلّا الألفاظ الدّالّة على التّرجّي كلعلّ وعسى مثلا ، إذا كنت تطلب حصول مال في العام متوقّعا وطامعا في حصوله ، تقول : لعلّ لي مال في هذا العامّ أحجّ به ، وإن كان غير متوقّع ولا طماعية لك فيه ، تقول : ليت لي مال كذا ، والفرق بين التّوقّع والطّمع أنّ الأوّل أبلغ من الثّاني.
(٢) أي على سبيل الاستعارة التّبعيّة بأن شبّه في النّفس التمنّي المطلق بمطلق الاستفهام بجامع مطلق الطّلب في كلّ منهما ، فيسري التّشبيه إلى الجزئيات تبعا ، ثمّ تركت الأركان أي أركان التّشبيه سوى اللّفظ الموضوع للاستفهام الجزئيّ الّذي هو من أفراد المشبّه به ، أي الاستفهام المطلق ، وأريد به التّمنّي الجزئيّ الّذي هو من أفراد المشبّه أعني التّمنّي المطلق ، فهذا يسمّى استعارة لكونه مبتنيا على علاقة المشابهة وتبعيّة ، لأنّ التّشبيه لم يجر في الجزأين ، بل إنّما جرى فيهما بتبع الكلّيّين ، أو على سبيل المجاز المرسل من استعمال المقيّد في المطلق ، ثمّ استعماله في مقيّد آخر ، بيان ذلك أنّ هل لمطلق طلب الفهم ، فاستعملت في مطلق الطّلب ، ثمّ طبّق هذا المطلق في طلب حصول الشّيء المحبوب من حيث اندراجه فيه ، فيكون مجازا مرسلا في مرتبة واحدة.
(٣)» حيث» ظرف لمحذوف ، أي يقال ذلك لقصد التّمنّي حيث يعلم أن لا شفيع له ، فيكون قوله : «يعلم أن لا شفيع له» إشارة إلى قرينة المجاز.
(٤) أي هل» حينئذ» أي حين العلم بعدم شفيع له ،» يمتنع حمله» أي هل على حقيقة الاستفهام لحصول الجزم بانتفاء هذا الحكم والحال أنّ الاستفهام يستدعي الجهل بثبوت الحكم. وبعبارة أخرى : إنّ المتكلّم يعلم بأنّه لا شفيع له ، والاستفهام يقتضي عدم العلم بالانتفاء ، بل الجهل بالشّيء فلو حمل على الاستفهام الحقيقيّ لحصل التّناقض ، فتعيّن الحمل على التّمنّي.
(٥) أي المستفهم عنه ، أي الشّفيع في المثال المذكور.