[معنى التّمنّي (١) ليتولّد] علّة لتضمينهما ، يعني أنّ الغرض من تضمينهما معنى التّمنّي ليس إفادة التّمنّي (٢) ، بل أن يتولّد [منه] أي من معنى التّمنّي المتضمّنتين هما إيّاه [في الماضي (٣) التّنديم (٤) نحو : هلّا أكرمت زيدا] أو لو ما أكرمته ، على معنى ليتك أكرمته قصدا إلى جعله نادما على ترك الإكرام (٥) [وفي المضارع التّحضيض (٦) نحو : هلّا تقوم (٧)] ولو ما تقوم ،
______________________________________________________
(١) أي إضافة معنى إلى التّمنّي بيانيّة ، أي معنى هو التّمنّي.
(٢) أي ولو على نحو اللّزوم ، لأنّه ليس فيه كثير فائدة ، فإنّ ليت تدلّ عليه كذلك ، بل الغرض من التّضمين هو التّوصّل به إلى التّنديم والتّحضيض.
(٣) أي مع الفعل الماضي ، فكلمة في بمعنى مع.
(٤) أي جعل المخاطب نادما ، وجه التّولّد :
إنّ التّنديم إنّما يكون في الأمور المحبوبة فإذا فات الأمر المحبوب له ندم المخاطب عليه ، وإن كان مستقبلا حضّه وحثّه عليه.
فإن إنّ محبّة المتكلّم للشّيء لا تقتضي تنديم المخاطب عليه ، فكيف يتولّد من طلب المحبوب التّنديم.
إنّ المتكلّم إذا ترك المخاطب ما هو محبوب له ندّمه عليه شفقة عليه ، وإذا كان أمرا استقباليّا حضّه وحثّه عليه شفقة عليه وطلبا لخيره ، ولا ريب أنّ طلب مثل هذا الأمر المحبوب الّذي هو خير للمخاطب يتولّد منه التّنديم أو التّحضيض.
(٥) وذلك لأنّ الفعل بعد فوات وقته لا يمكن حصوله في وقته حقيقة ، وإنّما يمكن تمنّيه لصيرورته أمرا مستحيلا ، ولمّا فات إمكانه مع ما فيه من المصلحة المقتضية للفعل المعلومة للمخاطب صار الكلام إشارة إلى أنّه كان مطلوبا من المخاطب ففوّته ، فيصير المخاطب بسماع هذا الكلام المفيد لهذا المعنى نادما.
(٦) أي الحثّ على الفعل لإمكان وجوده ، وقد خرج التّمنّي في هذا عن مفاده الأصليّ بخلاف التّنديم السّابق.
(٧) أي نحو قولك في حضّ المخاطب على القيام» هلّا تقوم» ، أي على معنى ليتك تقوم.