لتضمينهما (١)] علّة لقوله : مركّبتين. والتّضمين (٢) جعل الشّيء في ضمن الشّيء تقول : ضمّنت الكتاب كذا وكذا بابا ، إذا جعلته متضمّنا لتلك الأبواب يعني أنّ الغرض المطلوب من هذا التركيب (٣) والتزامه (٤) هو جعل هل ولو متضمّنتين (٥)
______________________________________________________
(١) قوله :
«لتضمينهما» المقصود هو بيان لزوم معنى التّمنّي لهما ، أي فيصبح معنى التّمنّي عندئذ لازما لهما غير منفكّ عنهما لوضوح استلزام المضمّن المضمّن فيه ، وهذا المعنى أعني اللّزوم هو المقصود بالتّركيب ، وإلّا فأصل التّمنّي على نحو الاتّفاق موجود في هل ولو قبل التّركيب.
فعليه لا يرد ما يقال : إنّ معنى التّمنّي فيهما حاصل قبل التّركيب ، فكيف يكون تضمينهما إيّاه علّة غائيّة وغرضا من التّركيب ، فإنّ الغرض والعلّة الغائيّة لا يسبقان ما ترتّبا عليه.
ووجه عدم الورود : إنّ المراد بتضمينهما معنى التّمنّي جعلهما مشتملتين عليه على جهة النّصّ واللّزوم ، وهذا لم يكن حاصلا قبل التّركيب ، بل الحاصل قبله إنّما كان لتضمّنهما له على جهة الجواز والاتّفاق والدّليل على ذلك هو التّعبير بالمصدر المضاف إلى المفعول فإنّ تضمّنهما التّمنّي إلزامهما إيّاه ، أي جعلهما ملزومين له بخلاف التّعبير بالمصدر المضاف إلى الفاعل أي تضمّنهما له ، فإنّه ليس ظاهرا في اللّزوم ، لأنّ التّضمّن عبارة عن الاشتمال كان هناك لزوم أم لا.
(٢) يريد أن يبيّن أنّ المراد بالتّضمين هنا جعل التّمنّي نفس مدلول هل ولو مركّبتين مع ما ولا ولا جزء مدلولها ، كما هو المراد بالتّضمّن الاصطلاحيّ ، فالتّضمين في المقام نظير ما في قولك : «ضمّنت الكتاب كذا وكذا بابا ، إذا جعلته» مشتملا على تلك الأبواب ، أي نفس أجزاء الكتاب لا جزء منه ، والوجه في ذلك إنّ الحروف الأربعة تدلّ على التّمنّي بالمطابقة لا بالتّضمّن.
(٣) أي تركيب هل ولو مع لا وما في قولك : هلّا ولو ما.
(٤) أي التزام التّركيب معنى التّمنّي.
(٥) أي مستلزمتين.