وهي هلّا ، وألّا بقلب الهاء همزة (١) ، ولو لا ، ولو ما مأخوذة منهما (٢)] خبر كأنّ (٣) ، أي كأنّها مأخوذة من هل ولو اللّتين للتّمنّي حال كونهما (٤) [مركّبتين مع لا وما المزيدتين (٥)
______________________________________________________
على المضارع ، نحو : هلّا تكرم زيدا ، أفادت حضّ المخاطب وحثّه على الفعل.
(١) أي أصلها كان هلّا ، ثمّ أبدلت الهاء همزة ، فصارت ألّا ، وفيه ضعف ، لأنّ عادة العرب أن يبدّلوا الأثقل بالأخفّ ، وهنا الأمر بالعكس.
(٢) أي من هل ولو.
(٣) أي قوله : «مأخوذة منهما» خبر كأنّ في قوله : «كأنّ حروف التّنديم ...» ، ومعنى العبارة : كأنّ حروف التّنديم والتّحضيض مأخوذة منهما ، أي من هل ولو ، وأورد لفظ كأنّ لعدم الجزم بما ذكره من تركيب لو ما وهلّا من لو وما وهل ولا ، لجواز أن يكون كلّ كلمة برأسها ، لأنّ التّصرّف في الحروف بعيد.
(٤) أي هل ولو ، قوله : «مركّبتين» حال لهما.
(٥) وذلك بأن ضمّت لا مع هل ، وأدغمت اللّام في اللّام ، فصارت هلّا ، ثمّ أبدلت الهاء همزة على خلاف القياس ، فصارت ألّا ، وضمّت مع لو فصارت لو لا ، فحصل من التّركيب مع لا ثلاثة أحرف ، أعني هلّا ، وألّا ولو لا ، وضمّت ما مع لو ، فصارت لو ما.
ثمّ إنّه اعترض على المصنّف بأنّ هذه الحروف إنّما أخذت من هل ولو قبل التّركيب لا في حال تركيبهما مع لا وما ، لأنّه مستلزم لاتّحاد المأخوذ والمأخوذ منه ، فإنّ المأخوذ منه المقيّد بالتّركيب هو هلّا ولو لا ولو ما وألّا ، والمأخوذ أيضا نفس تلك الحروف ، وهذا فاسد لاستحالة أخذ الشّيء من نفسه.
وأجيب عنه : بأنّ قوله : «مركّبتين» حال مقدّرة ، والمعنى حينئذ أنّها مأخوذة من هل ولو حال كونهما مقدّرا تركيبهما مع ما ولا المزيدتين أو حال كونهما معزوما على تركيبهما معهما ، فإذا لا مجال للاعتراض المذكور.
نعم ، لو كان حالا محقّقة حيث يكون المعنى أنّها مأخوذة منهما حال كونهما مركّبتين عند الأخذ يلزم الاعتراض المذكور إلّا أنّ الأمر ليس كذلك ، كما عرفت.