أو القصّة (١)] فالإضمار فيه (٢) أيضا (٣) على خلاف مقتضى الظّاهر لعدم التّقدّم (٤) ، واعلم (٥) أنّ الاستعمال على (٦) أنّ ضمير الشّأن إنّما يؤنّث إذا كان في الكلام مؤنّث غير فضلة
______________________________________________________
(١) ناظرة إلى هي ، فتذكير الضّمير إنّما هو باعتبار الشّأن وتأنيثه باعتبار القصّة.
لا يقال : لا يصحّ هو زيد عالم ، مثالا لعدم العائد في الجملة الواقعة خبرا ، لأنّ الجملة من حيث هي جملة مستقلّة بالفائدة ، فإذا لم يوجد فيها رابط لم تربط بالمبتدأ.
فإنّه يقال : إنّ الجملة الواقعة خبرا عن ضمير الشّأن لا تحتاج إلى رابط ، لأنّ الجملة المفسّرة لضمير الشّأن عين المبتدأ ، فهي في حكم المفرد في عدم الحاجة إلى الرّابط ، فمعنى هو زيد عالم ، أنّ الشّأن والحديث أنّ زيدا عالم ، فالخبر أي زيد عالم عين المبتدأ ، أي الشّأن والحديث ، وكذا لا يحتاج إلى الضّمير في كلّ جملة تكون عبارة عن المبتدأ نحو : قول النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي لا إله إلّا الله.
(٢) أي في هذا القول.
(٣) أي كنعم «على خلاف مقتضى الظّاهر لعدم التّقدّم».
(٤) أي لعدم تقدّم المسند إليه ، فإنّ عدم تقدّمه يقتضي إيراده اسما ظاهرا ، فإيراده ضميرا مخالف لمقتضى الطّاهر ، إلّا أنّ الحال يقتضيه لعروض اعتبار الإبهام ثمّ التّفسير.
(٥) قصد الشّارح بهذا الكلام الاعتراض على قول المصنّف أعني «وقولهم هو أو هي زيد عالم» ، وملخّص الاعتراض أنّ قولهم : «هو أو هي زيد عالم» يقتضي صحّة استعمالهم هي زيد عالم ، مع عدم المطابقة في التّأنيث والتّذكير.
(٦) أي فيه إشارة إلى أنّ ضمير الشّأن والقصّة واحد في المعنى ، وإنّما اصطلحوا على أنّ الجملة المفسّرة للضّمير إذا كان فيها مؤنّث غير فضلة ولا شبهها يؤنّث الضّمير ، ويقال له : ضمير القصّة ، وإلّا يذكّر ويقال له : ضمير الشّأن ، نحو : هي هند مليحة ، وهو زيد عالم ، وإنّما أنّث الضّمير في المثال الأوّل لمجرّد قصد المطابقة اللّفظيّة لا لأنّ مرجعه ذلك المؤنّث ، ولا أنّ ذلك المؤنّث مفسّره ، لأنّ مفسّره هي الجملة بتمامها ، وقد خرج ـ بغير فضلة ولا شبهها ـ نحو : إنّها بنيت غرفة ، ونحو : إنّها كان القرآن معجزة ، والغرفة في المثال الأوّل فضلة ، المعجزة في المثال الثّاني شبيهة بالفضلة ، فلا يؤنّث الضّمير فيهما ، بل يقال في المثالين :