لأنّ (١) هل في هل تشكرون ، وهل أنتم تشكرون على أصلها ، لكونها داخلة على الفعل (٢) تحقيقا في الأوّل ، وتقديرا (٣) في الثّاني [و] (فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) أدلّ على طلب الشّكر [من أفأنتم شاكرون] أيضا [وإن كان (٤) للثّبوت باعتبار] كون الجملة اسميّة [لأنّ (٥) هل أدعى (٦) للفعل من الهمزة ، فتركه معها] أي ترك الفعل مع هل [أدلّ على ذلك] أي على كمال العناية بحصول ما سيتجدّد (٧) [ولهذا] أي لأنّ هل أدعى للفعل (٨) من الهمزة [لا يحسن هل زيد منطلق إلّا من البليغ (٩) لأنّه (١٠)
______________________________________________________
(١) علّة لكون المثالين المذكورين فيهما إبقاء ما سيتجدّد على أصله.
(٢) أي فليس معها إبراز المتجدّد في صورة الثّابت ، بل إبقاء ما سيتجدّد على أصله.
(٣) أي لأنّ أنتم فاعل فعل محذوف يفسّره الظّاهر المذكور.
(٤) أي وإن كان هذا القول أعني أفأنتم شاكرون للثّبوت باعتبار كون الجملة اسميّة وهي تدلّ على الثّبوت المطلق المجرّد عن التّقيّد بزمان.
(٥) علّة لكون هل أنتم شاكرون ، أدلّ على طلب الشّكر من أفأنتم شاكرون.
(٦) أي أشدّ طلبا» للفعل من الهمزة ...».
(٧) أي بخلاف ترك الفعل مع الهمزة ، وذلك لما مرّ من أنّ إبراز غير الثّابت في معرض الثّابت مع وجود ما يقتضي إبرازه بصورة غير الثّابت أدلّ على كمال العناية بحصوله ، ولازم أنّ الأدلّيّة تتفاوت بحسب تفاوت اقتضاء المقتضي شدّة وضعفا ، وحيث إنّ هل أدعى للفعل من الهمزة ، فالأدلّيّة فيها أقوى من الأدلّيّة في الهمزة.
(٨) أي بحيث لا يعدل عنه معها إلّا لشدّة الاهتمام والاعتناء بمفاد المعدول إليه.
(٩) أي لا من غيره ولو راعى ما ذكر لأنّه يعدّ منه مراعاة ما ذكر من باب الاتّفاق بلا قصد ، لأنّ هذا ليس شأنه وإقدامه عليه عند النّاس ليس إلّا كلبس لباس غير متعارف له عندهم ، كما إذا ليس حمّال لباس العالم الدّينيّ.
(١٠) أي لأنّ البليغ هو الّذي يقصد به ، أي بنحو : هل زيد منطلق ، الدّلالة على الثّبات وإبراز ما سيوجد في معرض الموجود المناسبين للجملة الاسميّة ، وقوله : «إبراز» عطف على» الدّلالة» ، أي ويقصد به إبراز ما سيوجد في معرض الموجود.
وحاصله أنّه إذا صدر هذا القول من البليغ كان المنظور إليه معنى لطيفا وهو الاستفهام عن