مع أنّه (١) مؤكّد بالتّكرير ، لأنّ (أَنْتُمْ) فاعل لفعل محذوف (٢) [لأنّ إبراز (٣) ما سيتجدّد (٤) في معرض الثّابت (٥) أدلّ (٦) على كمال العناية بحصوله] من إبقائه على أصله (٧) ، كما في هل تشكرون ، وفهل أنتم تشكرون.
______________________________________________________
(١) أي مع أنّ فهل أنتم تشكرون مؤكّد بالتّكرير.
(٢) أي على الأصحّ والتّقدير :
فهل تشكرون تشكرون ، فحذف الفعل الأوّل فانفصل الضّمير ، وإنّما كان أنتم فاعلا لمحذوف ، كما قال : لما تقدّم من أنّ هل إذا رأت الفعل في حيّزها لا ترضى إلّا بمعانقته ، ويجوز أن يكون فاعلا معنى ثمّ قدّم على مذهب السّكّاكي.
(٣) أي إظهار ما يكون في الزّمان المستقبل في صورة الأمر الثّابت في الحال أدلّ وأقوى دلالة على كمال العناية والاعتناء ، ثمّ قوله : «لأنّ» علّة للمعلّل مع علّته.
(٤) أي ما يتقيّد وجوده بزمان الاستقبال واقعا ، والمراد به في المقام الشّكر حيث إنّك عرفت أنّ قوله تعالى : (فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) سيق لبيان طلب الشّكر ، فلا ريب أنّه غير حاصل في الحال ، لاستحالة طلب الحاصل ، بل يكون ما سيتجدّد ويحدث خارجا.
(٥) أي في صورة الثّابت وشكله بأن يبرزه بإلقاء الجملة الاسميّة النّاطقة بالثّبوت المطلق عن شوب التّقيّد بالزّمان.
(٦) أي أقوى دلالة على كمال الاعتناء بحصول ما سيتجدّد.
(٧) أي الّذي هو إبرازه في صورة المتجدّد ، وهي الجملة الفعليّة ، كما في هل تشكرون ، والاسميّة الّتي خبرها فعل ، كما في فهل أنتم تشكرون ، ووجه كون إبراز ما سيتجدّد في معرض الثّابت يدلّ على كمال العناية بما سيتجدّد أنّ إبراز ما كان وجوده مقيّدا بالاستقبال في صورة الثّابت الغير المقيّد بزمان يدلّ على طلب حصول غير مقيّد بزمان من الأزمنة ، ولا شكّ أنّ المنبئ عن طلب حصول مطلق أقوى دلالة بما ينبئ عن طلب حصول مقيّد بزمن.