التفاتا] مأخوذا (١) من التفات الإنسان عن يمينه إلى شماله وبالعكس (٢) [كقوله] أي قول امرئ القيس (١) [تطاول ليلك (٣)] خطاب لنفسه (٤) التفاتا ، ومقتضى الظّاهر ليليّ [بالأثمد (٥)] بفتح الهمزة وضمّ الميم ، اسم موضع [والمشهور (٦) عند الجمهور أنّ
______________________________________________________
النّقل المذكور التفاتا عند علماء العلوم الثّلاثة ، لأنّ الالتفات من علم المعاني باعتبار اقتضاء المقام ، فائدته من طلب مزيد الإصغاء واشتماله على نكتة هي خاصيّة التّركيب ، وأنّه من علم البيان من حيث إنّه إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في الوضوح والخفاء ، وأنّه من علم البديع ، من حيث كونه يورث الكلام حسنا وطراوة ، فيصغى إليه لطراوته وابتداعه.
(١) أي منقولا.
(٢) أي من شماله إلى يمينه ، الواو بمعنى أو.
(٣) فيه التفات من التّكلّم إلى الخطاب حيث كان مقتضى الظّاهر تطاول ليليّ ، لأنّ المقام مقام تكلّم وحكاية عن نفسه.
فالالتفات من التّكلّم إلى الخطاب إنّما هو عند السّكّاكي ، لأنّه لم يشترط التّعبير بالفعل ، ولا التفات فيه عند الجمهور ، لأنّهم يشترطونه.
(٤) أي لذاته وشخصه ، يعني أنّ الخطاب ليس على حقيقته إذا لم يرد بالمخاطب من يغايره ، بل أراد ذاته وشخصه ، فالخطاب بكسر الكاف ، لأنّ الشائع في خطاب النّفس التّأنيث ، ويصحّ الفتح نظرا إلى كون النّفس شخصا أو بمعنى المكروب.
وفي بعض الشّروح إنّ ما يتوهّم من أنّه يجب أن يقرأ ليلك بكسر الكاف ، لأنّ الخطاب لنفسه خطأ ، لأنّ الضّمير إنّما يؤنّث إذا كان راجعا إلى لفظ النّفس لكونه مؤنّثا سماعيّا ، وأمّا إذا كان راجعا إلى مدلولها ، فلا يؤنّث لكونه مذكّرا ، وكيف كان فقوله : «تطاول ليلك» كناية عن السّهر.
(٥) الباء بمعنى في ، ثمّ الإثمد بكسر الهمزة والميم ، بمعنى الكحل الأسود.
(٦) هذا من كلام المصنّف مقابل لقول السّكّاكي : قال الفنري : في حواشيه على المطوّل اعلم أنّه تلخّص ممّا ذكره الشّارح أنّ في الالتفات أربعة مذاهب.
ووجه الضبط أن يقال : لا يخلو إمّا أن يشترط فيه سبق التّعبير بطريق آخر أم لا ، الثّاني
__________________
(١) أي قول امرئ القيس في مرثية أبيه.