للحجّاج وقد قال :] الحجّاج [له] أي لابن القبعثرى حال كون الحجّاج [متوعّدا (١)] إيّاه [لأحملنّك على الأدهم] يعني القيد ، هذا (٢) مقول قول الحجّاج [مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب] هذا مقول قول ابن القبعثرى ، فأبرز وعيد الحجّاج في معرض الوعد ، وتلقّاه بغير ما يترقّب بأنّ حمل الأدهم في كلامه على الفرس الأدهم ، أي الّذي غلب سواده حتّى ذهب البياض الّذي فيه ، وضمّ إليه (٣) الأشهب ، أي الّذي غلب بياضه حتّى ذهب سواده ، ومراد الحجّاج إنّما هو القيد فنبّه على أنّ الحمل على الفرس الأدهم هو الأولى بأن يقصده الأمير [أي من كان (٤) مثل الأمير في السّلطان]
______________________________________________________
ذلك؟ فقال : نعم ، ولكن أردت العنب الحصرم ، أي العنب الأخضر ، ولم أردك ، فقال له : لأحملنّك على الأدهم ، فقال القبعثرى : مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب ، ـ «الأدهم» هو الفرس الّذي غلب سواده حتّى ذهب البياض الّذي فيه ، «الأشهب» هو الفرس الّذي غلب بياضه حتّى ذهب ما فيه من السّواد ـ فقال له الحجّاج : ويلك إنّه لحديد ، فقال : أن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا ، فحمل الحديد أيضا على خلاف مراده ، فإنّ الحجّاج أراد بالحديد المعدن المعروف ، فحمله القبعثرى على ذي الحدّة ، فقد سحر الحجّاج بهذا الأسلوب حتّى تجاوز عن جريمته ، وأحسن إليه.
والشّاهد : إنّ القبعثرى تلقّاه ، أي الحجّاج بغير ما يترقّب حيث حمل الأدهم في كلامه على الفرس الأدهم.
(١) من الوعيد بمعنى التّخويف والتّهديد.
(٢) أي قوله : «لأحملنّك على الأدهم».
(٣) أي إلى الأدهم ، فضمّ الأشهب إلى الأدهم قرينة على أنّ مراده بالأدهم هو الفرس لا القيد.
(٤) أي من كان مثل الأمير في السّلطان فجدير أن يعطى ، فأنت يا أمير بالطّريق الأولى جدير بالإعطاء والإنعام دون الأخذ والانتقام ، ففي هذا الكلام من المبالغة ما ليس في الأمير.