لدى فئة قليلة ، لأنّ هذه الفئة هي وحدها التي تستفيد من الأرباح بينما لا يجني الآخرون سوى الخسائر والأضرار والضغوط.
الربا يشكّل اليوم أهم عوامل اتّساع الهوة المستمر بين الدول الغنية والدول الفقيرة ، وما يعقب ذلك من حروب دموية طاحنة.
٢ ـ الربا لون من ألوان التبادل الاقتصادي غير السليم ، يضعف العلائق العاطفية ، ويغرس روح الحقد في القلوب ، ذلك لأنّ الربا يقوم في الواقع على أساس أنّ المرابي لا ينظر إلّا إلى أرباحه ، ولا يهمّه الضرر الذي يصيب المدّين.
هنا يبدأ المدين بالاعتقاد بأنّ المرابي يتّخذ من أمواله وسيلة لتدمير حياة الآخرين.
٣ ـ صحيح أنّ دافع الربا يرضخ لعمله هذا نتيجة حاجة قد ألجأته إلى ذلك.
ولكنّه لن ينسى هذا الظلم أبدا ، وقد يصل به الأمر إلى الإحساس بأصابع المرابي تشدّد من ضغطها على عنقه وتكاد تخنقه. وفي هذه الحالة تبدأ كلّ جوارح المدين المسكين ترسل اللعنات على المرابي ، ويتعطّش لشرب دمه. إنّه يرى بأمّ عينيه كيف أنّ حاصل شقاءة وتعبه وثمن حياته يدخل إلى جيب هذا المرابي ، في مثل هذه الحالة الهائجة ترتكب عشرات الجرائم المرعبة ، فقد يقدم المدين على الانتحار ، وقد تدفعه حالته اليائسة إلى أن يقتل المرابي شرّ قتلة ، وقد ينفجر الشعب المضطهد انفجارا عامّا في ثورة عارمة.
إنّ انفصام علائق التعاون بين الدول المرابية والدول التي تستقرض منها بالربا واضح للعيان أيضا. إنّ الدول التي تجد ثرواتها تصبّ في خزائن دولة أخرى باسم الربا تنظر دون شكّ بعين البغض والحقد إلى الدولة المرابية ، وفي الوقت الذي هي تستقرض منها لحاجتها الماسة فإنّها تتحيّن الفرصة للإعراب عن نقمتها وكرهها بشتّى الوسائل والطرق.