الشيعية والسنّيّة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رهن درعه في المدينة عند شخص غير مسلم واقترض منه مبلغا من المال (١).
٢ ـ يجب أن يبقى الرهن عند الدائن حتّى يطمئن (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ).
جاء في تفسير العيّاشي أنّ الإمام الصادق عليهالسلام قال : «لا رهن إلّا مقبوضة» (٢).
٣ ـ جميع هذه الأحكام ـ من كتابة العقد ، واستشهاد الشهود ، وأخذ الرهن ـ تكون في حالة عدم وجود ثقة تامّة بين الجانبين ، وإلّا فلا حاجة إلى كتابة عقد ، وعلى المدين أن يحترم ثقة الدائن به ، فيسدّد دينه في الوقت المعيّن ، وأن لا ينسى تقوى الله (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ).
٤ ـ على الذين لهم علم بما للآخرين من حقوق في المعاملات أو في غيرها ، إذا دعوا للإدلاء بشهادتهم أن لا يكتموها ، لأنّ كتمان الشهادة من الذنوب الكبيرة (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ).
طبيعيّ أنّ الشهادة تجب علينا إذا لم يستطع الآخرون إثبات الحقّ بشهادتهم ، أمّا إذا ثبت الحقّ فيسقط وجوب الإدلاء بالشهادة عن الآخرين ، أي أنّ أداء الشهادة واجب كفائي.
وبما أنّ كتمان الشهادة والامتناع عن الإدلاء بها يكون من أعمال القلب ، فقد نسب هذا الإثم إلى القلب (٣) ، فقال : (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ومرّة اخرى يؤكّد في ختام الآية ضرورة ملاحظة الأمانة وحقوق الآخرين : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
* * *
__________________
(١) تفسير أبو الفتوح الرازي : ج ٢ ص ٤٢٠ ، وتفسير المراغي ذيل الآية المبحوثة.
(٢) نور الثقلين : ج ١ ص ٣٠١.
(٣) لتوضيح معنى القلب انظر الجزء الأوّل ص ٧٢. (المراد من القلب في القرآن هو الروح والعقل).