الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) هي الاخرى شاهدة على هذه الحقيقة ومؤيدة لهذا الرأي.
كما ويستفاد من بعض الأحاديث أيضا أنه كان بين الأتقياء والأولياء من قد زودوا ببصيرة ثاقبة ، ورؤية نفاذة استطاعوا بها أن يشاهدوا الجنة والنار مشاهدة حقيقة.
ويمكن التمثيل لهذا الموضوع بالمثال الآتي :
لنفترض أن هناك في مكان ما من الأرض جهازا قويا للإرسال الإذاعي يبث في العالم ـ وبمعونة الأقمار الفضائية والأمواج الصوتية ـ تلاوات شيقة لآيات القرآن الكريم. بينما يقوم جهاز قوي إذاعي آخر ببث أصوات مزعجة وصاخبة بنفس القوّة.
لا شكّ أننا لا نملك القدرة على إدراك هذين النوعين من البث بحواسنا العادية ، ولا أن نعلم بوجودهما إلّا إذا استعنا بجهاز استقبال فإننا حينما ندير المؤشر على الموج المختص بكل واحد من هذين البثين نستطيع فورا أن نلتقط ما بثته كلّ واحدة من تينك الإذاعتين ونستطيع أن نميز بينهما بجلاء ، ودون عناء.
وهذا المثال وإن لم يكن كاملا من جميع الجهات إلّا أنه يصور لنا حقيقة هامة ، وهي أنه قد توجد الجنة والنار في باطن هذا العالم غير أننا لا نملك إدراكها بحواسنا ، بينما يدركها من يملك الحاسة النفاذة المناسبة.
الثاني : إن عالم الآخرة والجنة والنار عالم محيط بهذا الكون ، وبعبارة اخرى : إن كوننا هذا يقع في دائرة ذلك العالم ، تماما كما يقع عالم الجنين ضمن عالم الدنيا ، إذ كلنا يعلم أن عالم الجنين عالم مستقل له قوانينه وأوضاعه ولكنه مع ذلك غير منفصل عن هذا العالم الذي نحن فيه ، بل يقطع في ضمنه وفي محيطه ونطاقه ، وهكذا الحال في عالم الدنيا بالنسبة إلى عالم الآخرة.
وإذا وجدنا القرآن يقول : بأن سعة الجنة سعة السماوات والأرض فإنما هو