المخصوصة) ، وهي كونها لا مجتمعة اجتماع الانضمام والتلاصق كما في أجزاء عنقود غير الملاحية ، أعني العنقود المتراكم الأجزاء ، وكما في حب الرمان ، ولا شديدة الافتراق أي : متباعدة ، ثم وصف الكيفية بقوله : (إلى المقدار المخصوص) يعني أن أجزاء الطرفين كائنة على الكيفية المخصوص المنضمة تلك الكيفية إلى المقدار المخصوص في مجموع الطرفين ، بمعنى أن الثريا كما لكل جزء من أجزائه مقدار مخصوص في الصغر روعي في التشبيه كذلك لمجموعه مقدار مخصوص ، فإن لم يكن ذلك المجموع كبيرا جدا ولا قليلا جدا ، وكذا في عنقود الملاحية ، فالمراد بالمقدار الأخير هذا المعنى ، ثم إن في هذا التشبيه شيئا ، وهو أنا إن اعتبرنا تشابه أجزاء الطرفين في المقدار باعتبار المرأى بحيث لم تكن صغيرة جدا كحب الخردل ، بل وحب الحمص والقصبور مثلا فإنما يتحقق ذلك في العنب بعد كبر حبه ، ويلزم عليه أمران أحدهما لغو البياض في التشبيه ، وقد اعتبره لأن حب العنب ولو سمى أبيض لكن ليس بياضه كبياض نجوم الثريا ، إذ معنى بياضه أنه ليس بأخضر جدا ولا أسود ولا أحمر ولا أصفر مثلا ، والآخر كون التقييد بقوله حين نور ضائعا ؛ لأن كبر الحب ليس حال التنوير ، وإن لم نعتبر التشابه في المقدار بعد مقدار النجوم عن حال النور حينئذ على أن تنوير العنب إن كان كما يعتاد لا بياض فيه والأقرب أن المراد بالتنوير كمال خلقته المستلزمة لوجود التنوير قبلها فالمراد حين قارب النفع وعبر عن ذلك بنور أي : تفتح لأن انفتاح النور يحصل معه ويلابسه الانتفاع في الجملة ، ويراد بالبياض مطلق الصفاء الذي لا تشوبه حمرة ولا اسوداد ، وشبه ذلك ، وبهذا يعلم أن التشبيه هنا مبني على التساهل ، وفسرنا الحاصلة بالمتحققة إشارة إلى حقيقة الهيئة متحققة خارجا بالتقارن كتحقق الأعم بالأخص ، وأنها نفس ذلك التقارن ، ويحتمل أن يحمل الكلام على ظاهره من كون التقارن سببا لحصول هيئة أخرى وهي كون تلك الأجرام متقاربة على الوجه المخصوص على قاعدة حصول الحال بموجبها ، وكون تلك الهيئة على الوجهين حسية إنما هو [أي](١) : في التشبيه الذي هو باعتبار محلها ، وكذا يقال في مثلها وقد تقدم مثل ذلك فليفهم.
__________________
(١) ولعل أي زائدة من الناسخ. كتبه مصححه.