وإلا خصّ باسم المفروق ؛ كقوله (١) [من المديد] :
كلّكم قد أخذ الجا |
م ولا جام لنا |
|
ما الّذى ضرّ مدير ال |
جام لو جاملنا |
(٦٠٣) وإن اختلفا فى هيئات (٢) الحروف فقط ، يسمّى محرّفا ، كقولهم : (جبّة البرد جنّة البرد) ، ونحوه : (الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط) ، والحرف المشدّد فى حكم المخفّف ؛ كقولهم : (البدعة شرك الشّرك).
(٦٠٤) وإن اختلفا فى أعدادها ، يسمّى ناقصا ؛ وذلك إمّا بحرف فى الأول ؛ مثل : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ)(٣) ، أو فى الوسط ؛ نحو : «جدّى جهدي» ، أو فى الآخر ؛ كقوله [من الطويل] :
يمدّون من أيد عواص عواصم (٤)
وربّما سمّى هذا مطرّفا.
وإمّا بأكثر ؛ كقولها [من الكامل] :
إنّ البكاء هو الشّفا |
ء من الجوى بين الجوانح (٥) |
وربّما سمى هذا مذيّلا.
(٦٠٨) وإن اختلفا فى أنواعها ، فيشترط ألّا يقع بأكثر من حرف : ثمّ الحرفان : إن كانا متقاربين سمّى مضارعا ، وهو إمّا فى الأوّل ؛ نحو : «بينى وبين كنّى (٦) ليل دامس وطريق طامس» ، أو فى الوسط ؛ نحو : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ
__________________
(١) البيتان لأبى الفتح البستى ، أوردهما محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٢٩١. والجام : الكأس ، ومدير الجام : الساقى.
(٢) من (شروح التلخيص) وفى المتن (هيئة).
(٣) القيامة : ٢٩ ـ ٣٠.
(٤) لأبى تمام ، ديوانه ١ / ٢٠٦ ، والطراز ٢ / ٣٦٢ وعجزه : تصول بأسياف قواض قواضب.
(٥) للخنساء ، أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٢٩٢.
(٦) الكن : المترل. وهذا من كلام الحريرى ، والدامس : الشديد الظلمة.