قفا نبك من ذكرى حبيب |
بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل |
وكقوله (أشجع) (١) [من الكامل] :
قصر عليه تحيّة وسلام |
خلعت عليه جمالها الأيّام |
(٧٠٥) وينبغى أن يجتنب فى المديح ما يتطيّر به ؛ كقوله (٢) [من الرجز] :
موعد أحبابك بالفرقة غد
(٧٠٦) وأحسنه ما يناسب المقصود ، ويسمى : براعة الاستهلال ؛ كقوله فى التهنئة (٣) [من البسيط] :
بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا
وقوله فى المرثيّة (الساوى) [من الوافر] :
هى الدّنيا تقول بملء فيها |
حذار حذار من بطشى وفتكي |
(٧٠٧) وثانيها : التخلّص ممّا شيب الكلام به من نسيب أو غيره إلى المقصود ، مع رعاية الملاءمة بينهما ؛ كقوله (أبى تمام) (٤) [من البسيط] :
تقول فى قومس قومى وقد أخذت |
منّا السّرى وخطا المهريّة القود |
|
أمطلع الشّمس تبغى أن تؤمّ بنا |
فقلت كلّا ولكن مطلع الجود |
(٧١٠) وقد ينتقل منه إلى ما لا يلائمه ، ويسمّى : الاقتضاب ، وهو مذهب العرب الجاهلية (٥) ومن يليهم من المخضرمين ؛ كقوله (أبى تمام) [من الخفيف] :
لو رأى الله أنّ فى الشّيب خيرا |
جاورته الأبرار فى الخلد شيبا |
|
كلّ يوم تبدى صروف اللّيالى |
خلقا من أبى سعيد غريبا |
__________________
(١) البيت لأبى تمام من قصيدة يمدح فيها أبا سعيد محمد بن يوسف الثغرى.
(٢) البيت من قصيدة له يمدح فيها هارون الرشيد ، أورده الجرجانى فى الإشارات ص ٣٢٢.
(٣) أنشده ابن مقاتل لمحمد بن زيد الحسينى الداعى العلوى صاحب طبرستان فقال له الداعى : بل موعد أحبابك ولك المثل السوء.
(٤) هو لأبى محمد الخازن.
(٥) البيتان لأبى تمام ، ديوانه (أ) ص ١٢٠ ، (ب) ٢ / ١٣٢ ، والمصباح ص ٢٧٢ ، وقومس : بلد بالقرب من أصفهان.
(٦) فى نسخة الدكتور خفاجى : الأولى والمثبت من شروح التلخيص.