دار متى ما أضحكت من يومها |
أبكت غدا بعدا لها من دار |
|
غاراتها لا تنقضي وأسيرها |
لا يفتدي بجلائل الأخطار |
فقد جعل لهذه الأبيات وكذا سائر أبيات القصيدة قافيتين إحداهما صاحبة الروي الذي هو الدال فتكون الأبيات هكذا :
يا خاطب الدنيا الدني |
ية إنها شرك الردى |
|
دار متى ما أضحكت |
من يومها أبكت غدا |
|
غاراتها لا تنقضي |
وأسيرها لا يفتدى |
وعليها تكون الأبيات من الضرب الثامن من الكامل والأخرى صاحبة الروي الذي هو الراء وبها كمل البيت الذي استشهد به المصنف ، وعليها تكون الأبيات من الضرب الثاني من الكامل أيضا ، والقافية قيل : إنها هي الكلمة الأخيرة من البيت فتكون على الاعتبار الأول هي لفظ الردى في البيت الأول ولفظ غدا في الثاني ولفظ يفتدى في الثالث وتكون على الاعتبار الثاني هي الأكدار في البيت الأول ، ودار في الثاني والأخطار في الثالث ، وقيل : هي من الساكن الأخير في البيت إلى ساكن يليه مع الحرف الذي هو قبل الساكن الأول أو مع حركته ، فهو على الاعتبار الأول من الكاف في شرك الردى أو من حركته في البيت الأول إلى الأخير ومن الكاف أو من حركته في أبكت غدا في الثاني ومن الياء أو من حركته في يفتدي في الثالث ، وعلى اعتبار حركة ما قبل الساكن فلا مدخل لحرفها في القافية بخلاف اعتبار الحرف وعلى الاعتبار الثاني ظاهرة ، وبيان جميع ما قيل فيها وكذا بيان حقيقة الضربين موكول لفن آخر والعادة أن ما يحكي في فن من غيره يوكل بيانه لمكانه حتى إن التعرض له في المحكي فيه إذا لم تتوقف مسائل الفن على تصوير تفاصيله يعد من الفضول المنهي عنه ، وقد علم مما ذكر أن التشريع يكون بالقافيتين أو أكثر ، وقد تقدم أنه لم يعتبر ذا الأكثر ؛ لقلته وتكلفه ، قيل : ومن لطيف ذي القافيتين نوع يوجد كثيرا في الشعر الفارسي وهو الذي تكون فيه الألفاظ الباقية بعد القوافي الأول بحيث إذا جمعت كانت شعرا مستقيم المعنى