باسنجلة صاحب الريادة في تاريخ القرن العاشر على الرغم من عدم اطلاع صاحب النور السافر على هذا التاريخ بل عدم علمه به تماما.
وهذه الكتب الثلاثة أعني كتاب النور السافر وتاريخ الطيب بافقيه والسناء الباهر للشلي ـ ليس فيهما من الجهد الذاتي والإضافات الخاصة بهم سوى ما نقلوه من الكتب الأخرى وضموه إلى مؤلفاتهم. فليس في كتاب النور السافر ما يمكن أن ينسب إليه من أخبار سوى ما استله من كتاب المؤرخ عبد الرحمن بن علي ابن الديبع المتوفى سنة ٩٤٤ ه المسمى «بغية المستفيد وذيله الفضل المزيد» وما نقله من كتب التراجم الأخرى المتعلقة بأخبار المصريين والشاميين والحجازيين وغيرهم. وكذا يقال عن كتاب السناء الباهر.
على أن كتاب تاريخ الطيب بافقيه على الرغم من اعتماده الكلي على غيره واستقاء مادته من مصادر أخرى إلا أنه رجع في كتابه ـ بجانب ما استوعبه من كتاب النور السافر ـ إلى مصدرين هامين يعتبران في حكم المفقودين :
الكتاب الأول : «تاريخ القرن العاشر» للمؤرخ عبد الله بن أحمد باسنجلة السابق. وهذا الكتاب هو الذي أعطى كتابنا هذا التخصص في تاريخ الشحر لأن الكتاب المذكور جعله صاحبه أساسا في تاريخ تلك المدينة (١) ، وهو يعتبر من الكتب المفقودة ، ولا نعلم بوجود نسخة منه سوى ما ذكره المؤرخ علوي بن طاهر الحداد من أنه رجع إلى نسخة منه لا نعرف إلى الآن مصيرها.
__________________
(١) يذكر شيخنا العلامة الأديب المرحوم محمد عبد القادر بامطرف في كتابه الشهداء السبعة : ١٢ كتابا في تاريخ مدينة الشحر هو كتاب «بهجة السمر في أخبار بندر سعاد المشتهر» للمؤرخ الملاح سالم بن عوض باسباع ، قال إنه من أهل القرن العاشر «توفي سنة ٩٥٠ ه» فيكون هذا أقدم من المؤرخ باسنجلة ، وهو أول من عنى بأخبار مدينة الشحر «بندر سعاد» وأول من رصد أحداثها في القرن العاشر ، ولعله مصدر باسنجلة المتوفى سنة ٩٧٧ والله أعلم.