وتحيرنا في البندر لقوة الأزيب وعسر الخروج» الخ فينقل المؤلف هذه العبارة كما هي دون أن ينسبها إلى قائلها وكأن المتحدث هو صاحب الكتاب نفسه مع أنه يذكر عن نفسه أن ميلاده كان سنة ٩٧٠. وكذا نجده فيما ينقله عن صاحب النور السافر متحدثا عن نفسه كأن يقول العيدروس «وأنشدني صاحبنا الفقيه عبد الله بن فلاح» فينقل المؤلف العبارة كما هي.
على أن المؤرخ الطيب بافقيه فيما نقله عن باسنجلة وبامخرمة يعتبر مصدر موثق عن مدينة الشحر وتاريخ حضرموت وعدن. ولو لا أنه أتخمه بتراجم مطولة نقلها من النور السافر لأتى تاريخه خاصا بتاريخ الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد خلال القرن العاشر. ولأعطى كتابه طابعا متميزا يمكن أن نعده من ضمن تواريخ حضرموت المتخصصة. ومع ذلك فإن رجوعه إلى تاريخ النور السافر على الرغم من شهرته وتعدد طبعاته نجده قد كشف عن عيوب بارزة في المطبوعة المتداولة من النور السافر ، وهو أنه يورد في كتابه معلومات تتعلق بأصحاب التراجم لا توجد في المطبوعة ، وهذا يوحي أن الطبعة المعروفة من هذا الكتاب كانت غير كاملة ، والله أعلم.
وبالجملة فإن الكتاب في عمومه مكوّن من الثلاثة الكتب المشار إليها وهي تاريخ باسنجلة ومسودات بامخرمة والنور السافر. ولذا نجد المؤلف عندما فرغ من حوادث تاريخ الشحر الموجودة في تاريخ باسنجلة والتي انتهت بموته سنة ٩٨٦ جاءت بقية سنوات الكتاب خالية من الحوادث التاريخية واكتفى بما نقله عن تراجم من النور السافر ، بل نجد بعض سنواته فارغة من الوقائع وبعضها مقتضبة. وهذا يدل دلالة أكيدة على أن المؤلف اكتفى بما حصّله من الكتب الثلاثة ولم يكلف نفسه عنا الرجوع إلى كتب أخرى تعنى بالموضوع أو الرجوع إلى رواية الشيوخ المعاصرين للأحداث ، والله أعلم.