ومتى غنى أحد منهم لغيره قتله ، ولكلّ نديم قريتان أو قرية ، ومن أربعين ألف تنكة إلى ثلاثين ألف تنكة إلى عشرين ألف تنكة ، سوى الخلع والكساوي والافتقادات ، ويمدّ في وقت كلّ خدمة في المرتين من كلّ يوم سماط يأكل منه عشرون ألفا مثل الخانات والملوك والأمراء والاسفهسلارية وأعيان الأجناد ، وله طعام خاص ، يأكل معه الفقهاء وعدّتهم مائتا فقيه في الغداء والعشاء ، فيأكلون ويتباحثون بين يديه ، ويذبح في مطابخه كلّ يوم ألفان وخمسمائة رأس من البقر ، وألفا رأس من الغنم ، سوى الخيل وأنواع الطير ، ولا يحضر مجلسه من الجند إلّا الأعيان ، ومن دعته ضرورة إلى الحضور ، والندماء وأرباب الأغاني يحضرون بالنوبة ، وكذلك الربيسان والأطباء ونحوهم لكلّ طائفة نوبة تحضر فيها للخدمة ، والشعراء تحضر في العيدين والمواسم وأوّل شهر رمضان ، وإذا تجدّد نصر على عدوّ أو فتوح ونحو ذلك مما يهنّى به السلطان.
وأمور الجند والعامّة مرجعها إلى ابريت ، وأمر القضاة كلهم مرجعه إلى صدر جهان ، وأمر الفقهاء إلى شيخ الإسلام ، وأمر الواردين والوافدين والأدباء والشعراء إلى الربيسان ، وهم كتاب السرّ. وجهز هذا السلطان مرّة أحد كتاب سرّه إلى السلطان أبي سعيد رسولا ، وبعث معه ألف ألف تنكة ليتصدّق بها في مشاهد العراق ، وخمسمائة فرس ، فقدم بغداد وقد مات أبو سعيد ، وكان هذا السلطان ترعد الفرائض لمهابته وتزلزل الأرض لموكبه ، يجلس بنفسه لإنصاف رعيته ولقراءة القصص عليه جلوسا عامّا ، ولا يدخل أحد عليه ومعه سلاح ولو السكين ويجلس ، وعنده سلاح كامل لا يفارقه أبدا ، وإذا ركب في الحرب فلا يمكن وصف هيبته ، وله أعلام سود في أوساطها تبابين من ذهب تسير عن يمينه ، وأعلام حمر فيها تبابين من ذهب تسير عن يساره ، ومعه مائتا جمل نقارات ، وأربعون جملا كوسات كبارا ، وعشرون بوقا ، وعشرة صنوج ، ويدق له خمس نوب كلّ يوم ، وإذا خرج إلى الصيد كان في جف وعدّة من معه زيادة على مائة ألف فارس ومائتي فيل وأربعة قصور خشب على ثمانمائة جمل ، كلّ قصر منها على مائتي جمل كلها ملبسة حريرا مذهبا ، كلّ قصر طبقتان ، سوى الخيم والجركاوات ، وإذا انتقل من مكان إلى مكان للنزهة يكون معه نحو ثلاثين ألف فارس وألف جنيب مسرجة ملجمة بالذهب المرصع بالجوهر والياقوت ، وإذا خرج في قصره من موضع إلى آخر يمرّ راكبا وعلى رأسه الحبر ، والسلاح دارية وراءه بأيديهم السلاح ، وحوله نحو اثنا عشر ألف مملوك مشاة ، لا يركب منهم إلّا حامل الحبر والسلاح دارية والجمدارية حملة القماش ، وإذا خرج للحرب أو سفر طويل حمل على رأسه سبع حبورة ، منها اثنان مرصعان ليس لهما قيمة ، وله فخامة عظيمة وقوانين وأوضاع جليلة ، والخانات والملوك والأمراء لا يركب أحد منهم في السفر والحضر إلّا بالأعلام ، وأكثر ما يحمل الخان سبعة أعلام ، وأكثر ما يحمل الأمير ثلاثة ، وأكثر ما يجرّه الخان في الحضر عشرة جنائب ، وأكثر ما يجرّ الأمير في الحضر جنيبان ، وأما في السفر فحسبما يختار.