وكتب على قبر أحمد بن طولون (١) :
عبرت على قبر ابن طولون مرّة |
|
فأنكرت فيما كان من عظم قدره |
ولم أر ممّا كان يملك كلّه |
|
تبقّى له شيئا سوى لوح قبره |
وما ينفع الإنسان ممّا يحوزه |
|
إذا فارق الدّنيا سوى طيب ذكره |
ووجد على قبر مكتوبا :
وما الدّهر والأيّام إلّا كما ترى |
|
رزيّة مال أو فراق حبيب |
وإنّ امرءا قد جرّب الدّهر لم يخف |
|
تقلّب عصريه لغير لبيب |
وعلى آخر مكتوب :
أيا موت ما هذا التّفرّق عنوة |
|
رويدك لا تسرع لكل خليل (٢) |
أراك بصيرا بالذين أحبّهم |
|
أظنّك تمضى نحوهم بدليل |
وعلى آخر مكتوب :
قبر عزيز علينا |
|
لو أنّ ما فيه يهدى |
أسكنت قرّة عينى |
|
ومنية النّفس لحدا |
ما جار خلق علينا |
|
ولا القضاء تعدّى |
والموت أحسن ثوب |
|
به الفتى يتردّى (٣) |
وعلى آخر مكتوب :
وقلت : أخى ، قالوا : أخ من قرابة؟ |
|
فقلت : نعم ، إنّ الشّكول أقارب (٤) |
نسيبى فى عزّى ورأيى ومنصبى |
|
وإن باعدتنا فى الدّيار المناسب (٥) |
__________________
(١) هذا السطر وما بعده إلى بداية «فصل فى إكرام الله تعالى بعض أوليائه بدوام طاعته ..» عن «م» وساقط من «ص».
(٢) عنوة : قسرا.
(٣) تردّى بالرداء : لبسه.
(٤) الشّكول : جمع شكل ، وهو الشّبيه والمثيل.
(٥) النسيب : المناسب .. والمناسب : الأصول والأحساب.