عجيب لصبرى بعده وهو ميّت |
|
وقد كنت أبكيه دما وهو غائب |
على أنّما الأيّام قد صرن كلها |
|
عجائب حتى ليس فيها عجائب |
وعلى قبر مكتوب :
أمّا القبور فإنّهنّ أوانس |
|
بجوار قبرك والدّيار قبور |
عمّت مصيبته فعمّ هلاكها |
|
فالناس فيه كلهم مأجور (١) |
ردّت صنائعه إليه حياته |
|
فكأنها من نشرها منشور (٢) |
وتمثّل سيدنا علىّ بن أبى طالب ، رضى الله عنه ، وقد دفن فاطمة ، رضى الله عنّا بها ، وصلّى وسلّم على أبيها سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه وعترته أجمعين :
أقول وقد فاضت دموعى غزيرة |
|
أرى الأرض تبقى والأخلّاء تذهب |
أخلّائى لو غير الممات أصابكم |
|
جزعت ، ولكن ما على الدهر معتب |
وقال أيضا ، رضى الله عنه :
ذكرت وما أدرى فبتّ كأننى |
|
بردّ الأمور الماضيات وكيل |
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة |
|
وكلّ الذي قبل الفراق قليل |
وإنّ افتقادى واحدا بعد واحد |
|
دليل على ألّا يدوم خليل |
أرى علل الدّنيا علىّ كثيرة |
|
وصاحبها بعد الممات عليل |
وأنشد عبد العزيز الدّيرينى (٣) على قبر ابنته حين دفنها :
أحبّ بنيّتى ووددت أنّى |
|
دفنت بنيّتى فى قعر لحدى |
وما بى أن تهون علىّ لكن |
|
مخافة أن تذوق البؤس بعدى |
__________________
(١) فى «م» : «فعمّ هلاكها» مكان «فعم هلاكه» ، وما أثبتناه عن عيون الأخبار لابن قتيبة ج ٣ ص ٧٦.
(٢) الصنائع : جمع صنيعة ، وهى كل ما عمل من خير أو إحسان.
(٣) هو عبد العزيز بن أحمد الدّيرينى ، أحد مشاهير العلماء والأولياء ، ولد بديرين ، وهى بلدة