وأنشد آخر :
الموت أخفى سترة للبنات |
|
ودفنهم يروى من المكرمات |
أما ترى الله ـ تعالى اسمه |
|
قد وضع النعش بجنب البنات؟ |
و [قيل] فى المعنى أيضا (١) :
لكلّ أبى بنت على كلّ حالة |
|
ثلاثة أصهار إذا ذكر الصّهر |
فزوج يراعيها ، وجدر تصونها |
|
وقبر يواريها ، وخيرهم القبر |
وقيل فى هذا المعنى أيضا (٢) :
ولم أر نعمة سترت كريما |
|
كنعمة عورة سترت بقبر |
وقال إبراهيم الخوّاص (٣) فى الصبر على المكروه :
صبرت على بعض الأذى خوف كلّه |
|
فدافعت عن نفسى لنفسى فعزّت |
وجرّعتها المكروه حتّى تأدّبت |
|
ولو لم أجرّعها أذى لاشمأزّت |
ألا ربّ ذلّ ساق للنفس عزّة |
|
ويا ربّ نفس بالتّعزّز ذلّت |
__________________
بالغربية واقعة فى شرقى نبروه من الوجه البحرى بمصر سنة ٦١٢ ه ، وأخذ العلم عن العز بن عبد السلام وغيره. وله كرامات ومصنفات كثيرة فى الفقه والتفسير ، وكان الناس يقصدونه للتبرك من سائر الأقطار. وكانت وفاته سنة ٦٩٧ ه ، وقبره بديرين ظاهر يزار.
[انظر ترجمته فى طبقات الشعرانى ج ١ ص ٢٠٢ و ٢٠٣ ، وطبقات الأولياء ص ٤٤٧ ، وكرامات الأولياء ج ٢ ص ١٧٣ ، وطبقات المفسرين للداودى ج ١ ص ٣١٠ ـ ٣١٢ ، وطبقات الشافعية للسبكى ج ٨ ص ١٩٩ ـ ٢٠٨ ، وحسن المحاضرة للسيوطى ج ١ ص ٤٢١ ، وشذرات الذهب ج ٥ ص ٤٥٠].
(١) ما بين المعقوفتين من عندنا.
(٢) العنوان فى «م» : «وفى المعنى أيضا مفرد» ، أى : بيت مفرد من الشعر.
(٣) هو إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الخوّاص ، وكنيته أبو إسحاق ، من أهل «سرّ من رأى» وهو أحد شيوخ الصوفية ، وكان أوحد المشايخ فى وقته ، ومن أقران الجنيد والنورى ، وله فى السياحات والرياضات مقامات يطول شرحها .. توفى بالرّىّ سنة ٢٩١ ه.
[انظر ترجمته فى حلية الأولياء ج ١٠ ص ٣٢٥ ـ ٣٣١ ، وتاريخ بغداد ج ٦ ص ٧ ـ ١٠ ، وطبقات الصوفية ص ٢٨٤ ـ ٢٨٧ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ١٤٧ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ٩٧ و ٩٨].