مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (١٣))
اللغة :
الوقود بفتح الواو حطب النار ، والدأب العادة ، والمهاد الفراش ، والآية العلامة ، والعبرة مأخوذة من العبور من جانب الى جانب ، والمراد بها هنا العظة ، لأنها تنتقل بالإنسان من الجهالة إلى التدبر.
الإعراب :
شيئا مفعول مطلق ، لأن المراد به هنا شيء من الإغناء ، وكدأب متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير دأبهم كدأب آل فرعون ، فئة مرفوع بالابتداء ، والخبر محذوف ، أي من الفئتين فئة ، ويجوز الجر على انها بدل بعض من فئتين ؛ والنصب على الحال ، ورأي العين مفعول مطلق ليرونهم.
المعنى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ). من يتتبع آي الذكر الحكيم ، وحديثه عن الأثرياء وأرباب المال يرى انه قد وصفهم بأقبح الأوصاف والرذائل ، منها الطغيان ، كما جاء في الآية ٦ من سورة العلق : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) ومنها الغرور والجحود : (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) ـ الكهف ٣٦. ومنها الطمع وطلب المزيد : (وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً) ـ إلى قوله ـ (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) ـ المدثر ١٥.