أن العرب يقولون : في النساء اللاتي أكثر من التي ، وفي الأموال التي أكثر من اللاتي ، وكلاهما في كلتيهما جائز. وقياما مفعول جعل. وإسرافا وبدارا نصب على انهما حال ، أي مسرفين ومبادرين ، أو مفعول من أجله. والمصدر المنسبك من أن يكبروا مفعول بدارا. وبالمعروف متعلق بيأكل ، وقيل بمحذوف حال. وبالله الباء مزيدة. ولفظ الجلالة فاعل ، وحسيبا حال أو تمييز.
المعنى :
(وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ). قيل : هذا خطاب موجه لكل من في يده مال ، وانه مأمور ان لا يمكّن منه من يصرفه في غير وجهه ، ويضعه في غير محله ، سواء أكان المبذر ولدا أو زوجة لمن في يده المال ، أو داخلا في وصايته ، أو أجنبيا عنه. وقيل : بل الخطاب موجه للآباء فقط ، وان الله سبحانه نهاهم ان يعمدوا الى ما خوّله لهم من مال ، فيملكونه أولادهم العاقين ، وعند الشيخوخة ينظرون اليها بحسرة وندامة لحاجتهم اليها ، وعقوق أولادهم السفهاء.
والصحيح ان الخطاب موجه لخصوص الأولياء ، والمعنى يا أيها الأولياء لا تسلطوا السفهاء الذين تحت ولايتكم على أموالهم .. ويدل على ذلك قوله تعالى : (وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ) فإنه خطاب لخصوص الأولياء .. هذا ، الى أن الآيات السابقة خطاب لهم خاصة ، فيحسن تعلق هذه بتلك.
والسفيه هو المبذر الذي يسيء التصرف في المال ، فيمنع من التصرف فيه الا إذا اذن له الولي ، وله تمام الحرية في التصرفات التي لا تتصل بالمال من قريب أو بعيد. وتكلمنا عن أحكام السفيه مفصلا في الجزء الخامس من فقه الإمام جعفر الصادق : باب الحجر.
ونقول : لو كان الخطاب موجها لخصوص الأولياء الناظرين في أموال السفهاء لوجب ان يقول أموالهم ، لا أموالكم؟.