تراض غير منهي عنها. وقرئ تجارة بالرفع فاعلا لتكون على انها تامة ، وقرئ بالنصب خبرا لتكون على انها ناقصة ، واسمها ضمير مستتر يعود على الأموال ، أي إلا أن تكون الأموال تجارة. وعن تراض متعلق بمحذوف صفة لتجارة. وعدوانا وظلما مفعول من أجله ، ويجوز أن يكونا موضع الحال ، أي معتدين وظالمين.
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ). سبقت هذه الجملة بحروفها مع تفسيرها في الآية ١٨٨ من سورة البقرة .. ونعطف على ما سبق ما روي عن الإمام جعفر الصادق (ع) : ان من كان عليه دين ، وعنده مال ، فأنفقه في حاجته ، ولم يف به الدّين فقد أكل المال بالباطل ، بل عليه أن يفي به دينه ، حتى ولو احتاج إلى الصدقة .. أجل ، يجوز له أن يستثني منه مئونة يوم وليلة.
(إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ). ولفظة (منكم) اشارة إلى انه لا بد من رضى الطرفين .. ويدل هذا الاستثناء على ان التجارة لا يشترط فيها أن يكون العوضان متساويين ، بحيث يكون كل منهما على قدر الآخر بالقسطاس المستقيم ، لأن ذلك يكاد يكون مستحيلا ، ومن ثم اذن الله سبحانه لكل من المبتاعين أن يأكل الزائد عن ماله ، ما دام الطرف الآخر أوقع الصفقة برضاه واختياره ، على شريطة عدم الغش والكذب.
وتسأل : إذا أبدى التاجر براعة في الدعاية لسلعته وتزيينها وترويجها ، فهل يكون هذا من باب الغش ، وأكل المال بالباطل؟.
الجواب : كلا ، ولكن إذا وقع البيع على السلعة بشرط أن تكون على وصف خاص ، ثم تبين العكس كان للمشتري الخيار في أن يفسخ البيع ، ويرجع السلعة لصاحبها ، ويسترد الثمن.
(وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ). أي لا يقتل بعضكم بعضا ، وفيه اشعار بوحدة