اللغة :
الوهن الضعف. والابتغاء الطلب. والرجاء الأمل ، وقيل : المراد به هنا الخوف. والصحيح انه على بابه.
الإعراب :
كما تألمون الكاف بمعنى مثل ومحلها النصب صفة لمفعول مطلق محذوف. وما مصدرية ، والتقدير يألمون ألما مثل ألمكم.
المعنى :
(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ). لو نزل اليوم وحي من السماء في وضعنا مع إسرائيل لما زاد حرفا واحدا على هذه الآية .. ان أحوج ما نحتاج اليه لمقاومة العدو الشرس المتغطرس ، وردعه عن الغي والبغي هو ان نشد عزائمنا ، ونثق بالله وبأنفسنا ، وان لا نصغي الى المستعمرين والانتهازيين الذين يبغون استغلالنا وهزيمتنا ، ويلفقون الدعايات والاشاعات المضللة ليخدعونا عن واقعنا وطاقاتنا.
ان مجرد القلق يفيد العدو ، ويكون عونا له على ما يريد فضلا عن الخوف والانهيار ، ومن أجل هذا نهانا سبحانه عن الخوف من عدو الله والانسانية ، مهما كان ويكون ، وأمرنا بالثبات على مقاومته ، وأنبأنا بأنه يألم منا كما نألم منه ، ولكنا أعلى منه ، لايماننا بالله واعتمادنا عليه .. أما إسرائيل فإنها تعتمد على الاستعمار والمستعمرين واخوان الشياطين الذين أوجدوها ، وأمدوها بالمال والسلاح ، وشجعوها على الاعتداء ، وناصروها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وما من شك انه إذا وثقنا بأنفسنا ، وثبتنا في المقاومة مخلصين ، وبذلنا ما نملك من طاقات ، كما أمرنا الله عز وجل يكون النصر لنا لا محالة.
وقال تعالى في آية ثانية : (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ