يستجيب لهم ، وينخدع بأضاليلهم .. والصحيح ما ذكرناه من ان ضعف الإسلام هو ضعف للاديان السماوية وأهلها.
وعلى أية حال ، فإن الإسلام بأصوله ومبادئه أقوى من أن تهزمه الديانة المسيحية وغيرها من الديانات ، فلقد دخل في دين الإسلام أفواج من الوثنيين وأهل الكتاب عن رضى واقتناع ، وفيهم العلماء والمتنورون ، وما عرفنا واعيا واحدا ترك الإسلام بعد أن اعتنقه وعرف حقيقته.
قال الكونت الفرنسي هنري دي كاستري في كتاب «الإسلام سوانح وخواطر» فصل «الإسلام في الجزائر» ، قال ما نصه بالحرف : «لقد شاهدنا الإسلام يبرهن على قوته وحياته باكتساب الوثنيين في افريقيا ، وتجنيدهم تحت راية القرآن .. وليس من أهل الإسلام من يمرق عنه الى غيره .. ومن الصعب على أحد المسيحيين أن ينصّر مسلما ، والسبب هو إعجاب المسلم كل الاعجاب بكونه من الموحدين».
وبالمناسبة أشير الى هذه النادرة الطريفة : في العشرة الثالثة من هذا القرن ، أعني القرن العشرين ذهب جماعة من المبشرين المسيحيين الى مدينة العمارة بالعراق ؛ وجميع أهلها شيعة مسلمون ، ذهبوا الى هذه المدينة بقصد تحويل أهلها أو البعض منهم الى النصرانية ، وأنشأوا لهذه الغاية مدرسة ومستوصفا في المدينة ، وبثوا الدعايات ، وأقاموا الحفلات ، وبذلوا الأموال الطائلة .. وكان خطيبهم يعتلي المنبر ، ويعدد ، ويردد معجزات السيد المسيح (ع) .. ولكن كلما ذكر معجزة صاح المسلمون بأعلى أصواتهم : صلوات الله على محمد وآل بيت محمد .. ولما تكرر ذلك مرات ومرات ، ولم تجدهم الأموال والمدرسة والمستوصف نفعا يئسوا وعادوا من حيث أتوا خائبين خاسرين.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ). المراد بآيات الله هنا الدلائل على نبوة محمد (ص) وصدق القرآن ، وسمو تعاليم الإسلام : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ). المراد بالحق هنا ما استبان لأهل الكتاب من صدق الإسلام ونبيه .. وقد كان بعض أهل الكتاب ، وما زالوا يدسون ويكيدون للمسلمين ودينهم ، وينسبون الى نبيهم وإليهم والى قرآنهم الأكاذيب والافتراء .. من ذلك على سبيل المثال : «ان محمدا كان