الإمام الصادق (ع) : يكره القيام تعظيما إلا لرجل في الدين ، وقال : لا تقبل يد أحد إلا يد رسول الله (ص) أو من أريد به رسول الله (ص).
والحكم في تعظيم الرجال يختلف باختلاف الموارد ، فان كان تشجيعا للإثم ومعصية الله فهو حرام ، وان كان للتحابب والتآلف ، ودفع الضرر أو قضاء حاجة محتاج فهو حسن ، وإلا فمكروه ، أما تعظيم المجاهد لجهاده ، والمخلص لاخلاصه ، والمصلح لإصلاحه ، والعالم لعلمه وعمله به فهو من تعظيم شعائر الله وحرماته الذي أشار اليه بقوله : (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ـ ٣٢ الحج». وقوله : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ـ ٣٠ الحج».
(دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). هذه الآية بجملتها إخبار بأن أهل الجنة في روح وريحان لا يشغلهم شيء مما كان يهمهم في الحياة الدنيا من جلب مصلحة أو دفع مضرة .. فلا يطالبون بإقامة العدل والسلام ، ولا بإقرار الأمن والنظام ، ولا بزيادة الأجور والمرتبات ، ولا بشيء على الإطلاق ، فكل شيء مما تشتهيه الأنفس ، وتلذه الأعين جاهز متوافر ، وما عليهم إذا أرادوا شيئا إلا أن يستحضروا صورته في أذهانهم ، ومن أجل هذا تفرغوا للتسبيح والتحميد ، والتحيات الزاكيات : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) ـ ٢٦ الواقعة». وقد سمعوا هذا السلام من الله حين لقائه : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) ـ ٤٤ الأحزاب». وسمعوه من الملائكة : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) ـ أي الجنة ـ (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) ـ ٧٣ الزمر». وسمعه بعضهم من بعض. وتكلمنا عن تحية الإسلام عند تفسير الآية ٥٤ من الأنعام.
(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ