ويحرّف لفظها بوضع (هن) مكان (هم) جهلا وتسرعا ، ويتلو الآية هكذا : ان مكرهن لتزول منه الجبال.
(فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) بنصرة الحق وأهله ، وخذلان الباطل وأنصاره ، ويشير سبحانه بوعده الرسل الى قوله : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ـ ٢١ المجادلة». (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ) ينتقم لأولياء الحق من أولياء الباطل (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) غير السموات ، وذلك بأن تتحول الأرض الى غبار منتشر كما في الآية ٦ من سورة الواقعة : (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا). أما كواكب السماء فإنها تتساقط وتتناثر كما جاء في سورة القيامة والتكوير والانفطار.
(وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ). على المكشوف لا باب ولا ثياب ، ومما جاء في أرض المحشر وصفاتها : انها بيضاء قاع صفصف ، لا أشجار فيها ولا جبال ولا أودية ، أرض بيضاء كالفضة لم يسفك عليها دم ، ولم ترتكب فيها خطيئة ، وتصبح السماء كالمهل ـ أي عكر الزيت ـ وتذهب شمسها وقمرها ونجومها ، وتصير الجبال كالعهن ـ أي الصوف المنفوش ـ.
(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ). ذكر الله سبحانه في كتابه صورا لعذاب أهل النار ، قراءتها تبعث الرعب في القلوب والنفوس ، والقشعريرة في الجلود والأعصاب ، فكيف بمن يذوق ويختبر .. ومن هذه الصور حشر المجرمين مكبلين بالقيود ، يلبسون ثيابا من مادة شديدة الالتهاب ، وعلى وجوههم غطاء وغشاء من نار ، أما طعامهم فمن شجر الزقوم ، وشرابهم من ماء الصديد ، هذا وهم في جحيم لا يبقي ولا يذر ، ويرمي بشرر كالقصور والجبال.
وتسأل : ألا يتنافى هذا النوع من العذاب مع حلم الله ورحمته ، وجوده ورأفته؟. ألا يكفي لجزاء هذا الإنسان الضعيف بجلده ولحمه ودمه بعض هذا الجحيم الأليم؟. وأجاب بعضهم عن هذا السؤال بأن ما ذكره سبحانه من أنواع العذاب