(تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ). الخطاب في اليك وما بعده لمحمد (ص) .. بعد ان أنبأ الله سبحانه رسوله الأكرم محمدا (ص) بقصة نوح قال له : ان هذه القصة هي وحي منا اليك ، وما كنت تعلمها من قبل انت ولا قريش ، وعليك أن تصبر على ما تلاقيه من قومك في سبيل دعوتك ، كما صبر نوح على قومه ، وكما كانت العاقبة له ولمن آمن معه فستكون العاقبة لك وللمسلمين ، لأنها دائما تكون للصابرين المتقين.
وحكاية الطوفان لا تختص بكتب الأديان ، فقد جاء ذكر الطوفان في ألواح بابل وأشور ، وقد عثر الباحثون على لوح يشير الى هذه القصة ، ويرجع تاريخه الى ٢١٠٠ سنة قبل الميلاد ، وأكد العارفون الذين لا تربطهم بالدين أية صلة ان قصة الطوفان تعرفها الأمم القديمة في الهند واليونان واليابان والصين والبرازيل والمكسيك وغيرها ، وإذا اختلفت قصة الطوفان عند الأمم في التفاصيل فإنها تتفق في الجوهر ، وان السبب هو عقاب البشر على كفرهم وظلمهم.
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (٥٠) يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (٥١) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ