ان بعض المنافقين يعيب النبي (ص) ويطعن عليه في قسمة الزكاة ، ويزعم انه يحابي فيها ، وجاء في تفسير الطبري عن أبي سعيد الخدري قال : بينما رسول الله (ص) يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي فقال : اعدل يا رسول الله. فقال له : ويلك ومن يعدل ان لم أعدل. فقال عمر : ائذن لي يا رسول الله بضرب عنقه. قال الرسول (ص) : دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية .. آيتهم رجل اسود احدى يديه مثل ثدي المرأة ، يخرجون على حين فترة من الناس فنزل قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ). قال ابو سعيد : أشهد اني سمعت هذا من رسول الله (ص) ، واشهد ان عليا رحمة الله عليه حين قتلهم جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله (ص)» ..
(فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ). كان النبي (ص) يوزع الصدقات كما بينها الله في الآية التالية ، فيرضى المؤمنون ، ويسخط المنافقون ، ويلمزونه في قسمته .. والحق ان أكثر الناس على حق ، والآية تشمل كل من لا يرضى بنصيبه ، ولو رضي كل انسان بما يستحق لعاش الجميع في أمن ورخاء.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ) في أن يغنينا عن الصدقات وغيرها من صلات الناس والحاجة اليهم .. وهذه الآية تحث الإنسان على ان يعف عما في أيدي الناس ، ويتكل على الله ، وكدّ اليمين وعرق الجبين. قال الإمام علي (ع) : الغنى الأكبر اليأس مما في أيدي الناس .. ولا أعرف أحدا يستحق الازدراء والاحتقار أكثر ممن يرجو الناس ، وهو قادر أن يستغني عنهم ولو بالصبر.
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ