ومعنى تثبيتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا ان الله سبحانه قد أخبرهم في كتابه وعلى لسان نبيه انهم في رعايته وعنايته ، وانه هو كفيلهم ووليهم وحافظهم وناصرهم ، كما شجعهم وأثنى عليهم بالصدق والإخلاص ، وما اليهما من الفضائل ، أما تثبيته لهم في الآخرة بالقول الثابت فهو قوله عز من قائل لهم يوم القيامة : (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) ـ ٦٨ الزخرف».
(وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) بكفرهم وكذبهم وطغيانهم .. والقرآن الكريم يستعمل الظلم كثيرا بمعنى الكفر والشرك ، ولكن المراد بالظلم هنا من ظلم نفسه بالكفر ، وظلم غيره بالعدوان والافتراء ، كما ان المراد بالإضلال هنا العذاب ، تماما كقوله تعالى : (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ) ـ ٣٤ غافر». (وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) من ثواب الصالحين وعقاب الفاسدين ، ولا راد لمشيئته.
قرأت ، وأنا بصدد تفسير هذه الآية كلمة في جريدة «الأهرام» المصرية عدد ٢١ شباط ١٩٦٩ بعنوان «هل تشهد الانسانية نهاية حرب الذرة وبداية حرب الجراثيم» ، جاء فيها : «لقد ظهر في الأفق سلاح جديد أشد خطرا ، وأكثر قسوة من الأسلحة النووية ، وهو سلاح الجراثيم ، ونشر الأوبئة ، وان من آثار هذا السلاح انه إذا مس الإنسان ذرة منه تقلصت عضلاته ، وبرزت عيناه ، ومات في الحال ، وان لدى أمريكا وبريطانيا معامل ومصانع تنتج هذا السلاح ، وتعدانه الى وقت الحاجة ، فإذا ما اتفقت الدول على حظر انتشار الأسلحة النووية بسبب الضغط العالمي استعملت الدولتان أوبئة الفناء والدمار كبديل عن القنابل الذرية والهيدر وجينية» .. فهل يجتمع الايمان بالله مع النية والعزم على استعمال هذا السلاح؟. وهل صلاة الذين يؤازرون أصحاب هذه النية والعزم تجديهم نفعا عند الله؟.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ