من قوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) ، وأخذ قوله : تكلموا تعرفوا من قوله سبحانه : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ).
(كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كقوم نوح وعاد وثمود ، وغيرهم ممن كذبوا رسلهم قبل أن يدركوا حقيقة ما جاؤوهم به من الخير والرشاد (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) من الهلاك والوبال : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ ٤٥ الأنعام».
(وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤))
المعنى :
(وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ). ضمير منهم يعود الى المشركين ، وضمير به يعود الى القرآن ، والمعنى ان المشركين بالنظر الى القرآن على قسمين : قسم ترك الشرك وآمن بكتاب الله مخلصا ، وبديهة ان الايمان بكتاب